رئيس التحرير
عصام كامل

اصحى.. يا نايم


قبل رحيله بأشهر قليلة التقيت المبدع خيري شلبي في جلسة مطولة وكان شهر رمضان على الأبواب.. وحدثته بتأثر شديد عن دراسته الرائعة لديوان المسحراتي لفؤاد حداد، حيث كنت أقرأها والديوان وقتئذ.. فابتسم بارتياح وقال "من الآن نحن أصدقاء فقد جمعنا حب فؤاد حداد".


تذكرت الموقف عندما امتدت يدي لديوان المسحراتي لممارسة عادتي في قراءته في مثل هذا الوقت من كل عام مع اقتراب الشهر الكريم.. وكل مرة اكتشف أن مصر لم تستيقظ بعد.. رغم نداءات المسحراتي المتكررة طوال العقود الماضية.. ففؤاد حداد في المسحراتي "كما يقول عمنا خيري شلبي" يحاول إيقاظ الأمة من غفوتها لتنهض وتلحق بركاب العلم والتقدم والتحضر والحرية وتواجه الفقر والجهل والنفاق.

فالمسحراتي كانت مهمته إيقاظ الناس لتناول الطعام والشراب قبل الفجر حتى جاء العبقري فؤاد حداد ليدق طبلة المسحراتي لإيقاظ الشعب من غفوته التي طالت فانتشر الفساد والظلم وغابت العدالة الاجتماعية.. وتصدر المجتمع المنافقون وأصحاب المصالح وتحولت الغالبية العظمي من المجتمع إلى حقل تجارب للساسة وتجار البشر بكل أنواعهم. ومصر قامت بثورة 25 يناير لإسقاط الفساد والظلم وإقامة دولة الديمقراطية والحرية والمساواة.. ومع ذلك لم يتحقق الحلم.

يقول حداد:
أنا بلدي حرة بنيت على غصنها عشي
ولقمة الحب بتفطرني وتعشي
أنا عاوز ابني يعيش والظلم ما يعيشي
يارب يا اللي خلقت لنا البصر واللمس
ولا ترسم الشمس إلا النور على وشي

اصحي يانايم وحد الدايم
السعي للصوم خير من النوم
دي ليالي سمحة نجومها سبحة
اصحي يانايم يانايم اصحى
وحد الرزاق


ويقول أيضًا:
في مصر ثورة
عفية قادرة
أيادي سمرا
وأيام تزامل
فلاح وعامل
بالخير حوامل
واللي في خيالي
صبح محقق
أحضن عيالي
وابوس وازقق
وانشد ليالي
بقصب يزقزق
باشيل تلالي
بالكوم وباعزق
في نجوم تلالي
عمال أبعزق

ما زال المسحراتي يوقظنا ويبعث في نفوسنا الأمل من حقبة عبد الناصر حتى عهد السيسي.. لم يتحقق الكثير ممن تمناه وانتظره فؤاد حداد.. لكنه يصر على أن نستيقظ ونتمسك بثورتنا وحريتنا ولا نفرط في أحلامنا.
الجريدة الرسمية