رئيس التحرير
عصام كامل

البيان والتبيين في حرب الحوثيين


لست مع التدخل البري في اليمن !! نعم لست معه ومن حقي ككل المصريين أن أبدي تخوفي من هذا التدخل الذي يبدو من خلال الاستعدادات ومجريات الأمور أنه أصبح وشيكا رغم الانتقال من عاصفة الحزم إلى إعادة الأمل، وإن كان التحالف العربي يؤجل التدخل البري للعديد من الأسباب فإنه من الواضح أن الحوثيين وعلي عب دالله صالح، هم أول من يريدون دخول التحالف وتوريطه بريا في أسرع وقت ممكن، وجر التحالف إلى مخطط عسكري وسياسي دولي يؤدي في النهاية إلى تقسيم اليمن.


نعم.. أنا مع الضربات الجوية والحصار البحري لتقويض الحوثيين وتقويض النفوذ الإيراني في المنطقة العربية الذي يتم توسيعه بشكل مرعب يومًا بعد يوم، فلا يعقل أبدًا أن تتجول إيران في المنطقة العربية كما تشاء، بل ولا بد من استبعاد على عبد الله صالح من أي حل سياسي ومن مستقبل اليمن، وإن كان التدخل البري لازمًا لحسم الأمور على الأرض فيمكن استنساخ التجربة الليبية في اليمن؛ عن طريق تجميع الموالين للرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي من القبائل ومما تبقى من الجيش اليمني في منطقة يتم عزلها وتأمينها من التحالف العربي لحين ترتيب صفوفهم وإمدادهم بالسلاح اللازم لكي يستطيعوا بأنفسهم تحرير المناطق المستولي عليها حتى الوصول إلى صعدة معقل الحوثيين "فأهل مكة أدرى بشعبها"، لكن لا يجب أن ننسى أن الهدف الرئيسي ليس فقط تقويض إيران ووكلائها؛ بل الوصول لحل سياسي للأزمة والدخول في مرحلة انتقالية تأسس فيها لدولة ديمقراطية يفخر بها اليمنيون، تنتشل هذا البلد المليء بالثروات من التخلف والفقر والصراعات القبلية والإرهاب.

وإن كانت الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة من تفكك بعض الدول العربية والتي استطاعت إيران استغلالها وملء الفراغ جزئيًا فيها، وتمكنت أن تجد لها وكلاء ينفذون أهدافها كحزب الله في لبنان وقسم من الشيعة في العراق والحوثيين في اليمن؛ فإن تلك الظروف الصعبة في النهاية لن تخدم إيران ولن تكون في صالحها، فهكذا يقول التاريخ الذي يشهد منذ مئات السنين على فشل إيران في السيطرة على المنطقة العربية وأن ألاعيبها في المنطقة مؤقتة وغير دائمة.

فمن المعلوم، أن إيران تتوسع عربيًا بدعاوى طائفية شيعية وتستغل بعض الشيعة العرب في دعوتها الطائفية، فالكذبة التي تروجها إيران بين العرب في دعوتها بأنها تدافع عن الشيعة وأن جل همها هم المواطنون الشيعة في بلاد العرب فقط وأنها تنتصر لهم وتساعدهم، لهي كذبة واضحة وإلا فلماذا تدعم إيران حركة حماس السنية الإخوانية في فلسطين إن كانت تنتصر فقط للشيعة كما تدعي؟؟ ولا يقل لي أحد إنها تدعم المقاومة !! فلم أسمع عن إيراني واحد رفع بندقيته في وجه إسرائيل من قبل، فدعمها لحماس هو فقط لوضع بؤرة نفوذ مسلحة لها في قلب المنطقة العربية.
الجريدة الرسمية