رئيس التحرير
عصام كامل

سر عداء واشنطن بوست لمصر «٣»



ما تكتبه صحيفة الواشنطن بوست من هجوم على مصر مستمر منذ ٣٠ يونيو يعكس ما في قلب الإدارة الأمريكية تجاه مصر، والذي تضطر لاعتبارات عديدة لاخفائه وعدم إظهار بالكامل دبلوماسيا أو من خلال التعامل الأمريكي الرسمي مع مصر.


نعم طرأ بعض التحسن على العلاقات الرسمية المصرية على مدي العامين الماضيين حينما ألغي أوباما قراره بتجميد المساعدات العسكرية لمصر، وتوقف المسئولون في إدارته عن توجيه الانتقادات الفجة للسياسة والإدارة المصرية، واعترفت إدارته بالوضع السياسي الجديد في مصر الذي تمخض عن ثورة ٣٠ يونيو.

ولكن دعم ومساندة الإدارة الأمريكية للإخوان لم يتوقف وإن اتخذ أشكالا جديدة وأساليب جديدة للتعبير عنه، أهمها المطالبة (بتوسيع العملية السياسية في مصر وادماج الإخوان فيها، فضلا عن رفض واستنكار الأحكام القضائية الصادرة بحق قيادات الإخوان والرئيس الأسبق محمد مرسي.. غير أن الأخطر هو استمرار الإدارة الأمريكية في محاولات اختراق مصر سياسيا عبر بعض المجموعات والحركات التي تسهم في تمويلها ورعايتها تحت عنوان نشر الديمقراطية في مصر).

لقد كانت واشنطن تراهن بعد الثالث من يوليو ٢٠١٣ «يوم عزل مرسي» أن الضغوط المركزة على مصر قد تثمر سريعا تغيرا سياسيا في مصر يضمن حماية الإخوان ووكلائها في داخل بلادنا والأهم يضمن استمرار الهيمنة الأمريكية علينا.. لكن بمرور الوقت ومع تثبيت مصر الجديدة أقدامها واتجاهها في المضي قدما، فإن الرهان الأمريكي صار الآن أطول نفسا ويعتمد على الوقت.. أي على أحداث تآكل سياسي متراكم ومتزايد في مصر لتحقيق ذات الأهداف الأمريكية.. وهذا يعني العودة إلى ذات التكتيك الذي سبق أن اتبعته واشنطن، سواء في إدارة بوش الجمهورية أو إدارة أوباما مع مصر قبل ٢٠١١.. وفي هذا الإطار يمكن فهم سر حملة العداء الذي تكنه صحيفة الواشنطن بوست لمصر وللسيسي شخصيا لأنه يتصدي للخطة الأمريكية في مصر ويحاول إجهاضها.
الجريدة الرسمية