رئيس التحرير
عصام كامل

ضوابط مشاركة القبائل في معارك سيناء!


ما بين مشاعر الفرح التي انتابت قطاعا واسعا من المصريين، بسبب ما أعلنته القبائل السيناوية من المشاركة في المعارك الشرسة التي تخوضها قواتنا المسلحة ضد الإرهابيين في سيناء والمخاوف التي انتابت آخرين من قيام القنابل بدور الدولة في حماية أراضيها وتطهيرها من الجماعات الإرهابية، وقد يحولها إلى ميليشيات كما حدث في العراق وسوريا.


لذلك تبدو الحاجة إلى تحديد ضوابط تتيح للقبائل القيام بدور فعال في المعركة، في إطار التعاون مع الجيش. فالمعركة مع الإرهاب في سيناء لن تحسم في وقت قريب، طالما أن القبائل السيناوية تتخذ مواقف محايدة بين الدولة والإرهابيين، إما بسبب تجنيد الجماعات لعدد من أبناء القبائل بما يفرض عليها الصمت على ما يرتكب من جرائم، أو مخاوف القبائل من ردود الأفعال العنيفة التي تتبع مع كل من يتعاون مع الشرطة أو الجيش، ولا يمكن قراءة حياد القبائل دون ذكر الآثار السلبية لتجاهل الدول سنوات طويلة للمطالب المشروعة لأبناء سيناء، والوعود التي أعلنت طوال العقود الماضية لتنمينها دون أن تتحقق على أرض الواقع، وما تعرض له أبناء القنابل من تجاوزات الشرطة كلما وقع حادث إرهابي.

ولا شك أن غياب الدولة عن سيناء كان له آثار سلبية على أبناء القبائل الذين كانت لهم تضحيات رائعة وبطولات لا تنسى في جميع المعارك التي خاضتها مصر ضد العدو الصهيوني.

وعندما يتغير موقف القبائل نتيجة تخطي الجماعات الإرهابية الخطوط الحمراء وضربها للتقاليد القبلية التي تجرم اختطاف النساء وذبح الأطفال.. وتعلن القبائل السيناوية أنها ستحارب الإرهاب بجانب القوات المسلحة، فلا مناص من أن ترحب الدولة بتلك الخطوة التي تأخرت كثيرا، بما تسبب في خسائر كبيرة لقواتنا النظامية التي تخوض حرب عصابات ليست مخولة للقيام بها.. وحققت رغم ذلك نجاحات كبيرة وستحقق النصر في النهاية.

مشاركة القبائل يمكن أن تتخذ أكثر من أسلوب، إما تقديم المعلومات عن المواقع التي تتحصن بها الجماعات الإرهابية، أو برفض تهيئة البيئة الخاصة للجماعات بإقامة أفرادها وسط تجمعاتهم السكانية، أو التخلي عن أبناء القبائل الذين قبلوا الانضمام لتلك الجماعات التكفيرية.. بعد أن أقنعوهم بأن قتل الجنود والضباط يقودهم إلى الجنة، كما استجاب بعضهم لإغراء المال..أو السلطة.

الأمر المؤكد أن قواتنا المسلحة ليست بحاجة إلى مشاركة القبائل بحمل السلاح، إنما تنتظر منها التخلي عن موقف الحياد.. وإمدادها بالمعلومات واستعادة رجالها من صفوف الإرهابيين.
الجريدة الرسمية