رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. "جبل الطير" يوحد الأقباط والمسلمين.. 3 ملايين مواطن يحتفلون بذكرى مرور العائلة المقدسة في المنيا.. صخور الجبل تحمل آثار كف "يسوع".. وأيقونة العذراء والرسل أشهر آثار الكنيسة


على بعد 5 كيلو مترات من الضفة الشرقية لنهر النيل بمركز سمالوط شمال محافظة المنيا يقع " دير جبل الطير " الذي شهد رحلة هروب العائلة المقدسة لـ "مصر"، واختبأت فيه 3 أيام، ويزوره ما يقرب من 3 ملايين زائر من جميع أنحاء محافظات مصر سنويا مسلمًا كان أو قبطيًا ويبدأ مولد دير جبل الطير من " 14 مايو إلى 21 من نفس الشهر.


تاريخ الهروب
أكد الأب " متى كمال حنا "، خادم الكنيسة، أن قصة الدير والكنيسة الأثرية بدأت منذ رحلة هروب العائلة المقدسة لمصر، حيث توجهت إلى منطقة مصر القديمة بالقاهرة، بعدها انتقلت إلى محافظة المنيا وتنقلت بين البهنسا ودير الجرنوس وأشنين النصارى بمغاغة، قبل أن تصل إلى جبل الطير بسمالوط، وفى المغارة الصغيرة التي تقع بحضن الجبل اختبأت السيدة العذراء والطفل يسوع لمدة ثلاثة أيام حلت فيها البركات بالمنطقة، ثم انطلقا إلى دير المحرق بمحافظة أسيوط وأقاما هناك لمدة 6 أشهر و10 أيام".

الملكة هيلانة
يواصل الأب متى كلامه قائلًا: إنه في عام 328 ميلاديا جاءت إلى الجبل الملكة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين الأول، وعندما علمت من الأهالي أن العائلة المقدسة زارت هذه المنطقة واختبأت في المغارة، أمرت بنحت وتفريغ الصخرة المحيطة بالمغارة على نظام طقس الكنيسة الأرثوذكسية، وأطلقت عليها اسم كنيسة السيدة العذراء، وهى عبارة عن صخرة واحدة تم تفريغها إلى أربعة حوائط صخرية، وبالصحن 10 أعمدة صخرية، وفى عام 1938 تم تجديد وبناء الطابق الثانى والثالث بالكنيسة.

ويؤكد الأب متى أن المسئولين بمطرانية سمالوط تقدموا بعدة طلبات للجهات المختصة لترميم المغارة التي يبلغ عمرها أكثر من 15 قرنًا، وإنهاء جميع الأوراق والإجراءات الخاصة بأعمال الترميم، غير أن المسئولين لم يستجيبوا حتى الآن.

طيور مهاجرة
وأشار متى إلى أن جبل الطير سمي بهذا الاسم نسبة إلى طيور البوقيرس المهاجرة، التي كانت تأتى سنويًا وتستقر على سفح الجبل وتنقر بمنقارها في صدع الجبل، وكل طائر يمسك بالجبل يرفرف بجناحه حتى الموت، ومن هنا جاءت التسمية.

ذكر المؤرخ على باشا مبارك في كتاب الخطط التوفيقية أنه يوجد دير قديم يقع على سفح الجبل بالقرب من مدينة سمالوط ويضم سلمَى درج أحدهما بالناحية البحرية والآخر بالناحية القبلية، والسلمان يربطان بين الجبل ونهر النيل، وتوجد بالدير بكرة كانت تستخدم في الصعود للجبل والنزول منه، ونسبة إلى أهميتها في المكان سمى الدير بالبكارة. 

جبل الكف
ويذكر متى أن العائلة المقدسة عبرت نهر النيل، وأثناء العبور كادت صخرة أن تسقط عليهم من أعلى الجبل، فخافت السيدة مريم على حياة الطفل يسوع، وهنا أشار الطفل بيده ورفع كفه لأعلى ناحية الصخرة ودون أن يلمسها طبع كفه عليها، وظلت هذه الصخرة موجودة حتى أخذها الرحالة أيام الاحتلال الإنجليزى لمصر وبسبب ذلك يطلق أحيانًا على المنطقة دير الكف أو جبل الكف أو كنيسة الكف؛ تكريمًا لكف المسيح التي طبعت على الصخرة". 

الآثار الكنسية
وأوضح متى يوجد داخل كنيسة "دير جبل الطير" 5 مناطق أثرية هي: "المغارة" التي لجأت إليها العائلة المقدسة وأقامت بها نحو 3 أيام وهي السبب في بناء الكنيسة، و"المعمودية" الأثرية وهى منحوتة في أحد أعمدة الكنيسة وهى ترجع تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي لا يوجد مثيلها في جميع الكنائس "اللقان الأثري" وهو في صحن الكنيسة عبارة عن تجويف تستخدمه الكنيسة ثلاث مرات في السنة لقان عيد الغطاس، وخميس العهد، وعيد آبائنا الرسل، "حامل الأيقونات" ويوجد في الكنيسة بقايا الحجاب الأثرى كان مكونا من حجاب من الصخر منحوت عليه صورة 12 تلميذا وبعض الرموز القبطية، وبسبب بساطة الناس كان يقوم البعض يأخذها على سبيل التبرك منها، وأثناء تجديد الكنيسة في عهد البابا ساويرس جمع بقايا الحجاب فوجد نحو 7 قطع من صور للتلاميذ المنحوتة على الصخرة وبعض الرموز القبطية، ووضعها في الباب الغربي للكنيسة، وقام بعمل الحجاب الخشبي الحالي.

كما توجد "أيقونة السيدة العذراء"، وأيقونة القديسة دميانة والأربعين عذراء، وأيقونة القديس العظيم مار جرجس، يرجع تاريخ هذه الأيقونات إلى 1554 للشهداء وقام برسم هذه الأيقونات الفنان انسطاسي القدسي أو الرومي وقد أخذ أيقونة السيدة العذراء من الأيقونة التي رسمها القديس لوقا الطبيب ،كما توجد أيقونة أخرى للعذراء مريم والسيد المسيح ولكن فن بيزنطي تظهر فيه السيدة العذراء وهى تحمل الطفل يسوع على يمينها.

" 3 ملايين زائر"
جدير بالذكر أن منطقة جبل الطير تحولت إلى مزار كبير يفد إليه ما يقرب من 3 ملايين زائر من المسلمين والمسيحيين في الاحتفال بالذكرى السنوية التي تستمر لمدة 10 أيام ويقصد الجميع هذا الدير للتبرك به والدعاء بقضاء الحوائج ويحرصون على تكرار الزيارة التي يتم تحديدها في شهر مايو من كل عام ويتوافد الآلاف من المواطنين من المحافظات الأخرى، بل من خارج مصر.
الجريدة الرسمية