رئيس التحرير
عصام كامل

مخترعة الكرسى «الكهروشمسى» بسنت: هدفى راحة ذوى الاحتياجات الخاصة على مدى الساعة


بين أحضان محافظة القليوبية، تم الإعلان عن شهادة ميلاد لـ«عالمة صغيرة»، عبرت بأحلام ذوى الاحتياجات الخاصة إلى أرض الواقع، لم لا و«بسنت رياض محمد - الطالبة بالصف الثالث الإعدادى بمدرسة أحمد زويل الرسمية للغات ببنها» نجحت في ابتكار فكرة الكرسى الكهروشمسى لخدمة المعاقين، بالتعاون مع زميلتها «ميار محمد عزب».

«بسنت» رغم صغر سنها إلا أنها بدعم من والدها الأستاذ الجامعى الذي يعمل بالخارج، ووالدتها موجهة اللغة الإنجليزية، وشقيقها الأكبر، دعموا طموحها حتى توصلت إلى ابتكارها، بداية من تحويل المخلفات الورقية إلى إنتاج كحول منها أو فيتامين للحيوان عن طريق فطر ترايكودرما، إلى فكرة الكرسى الكهروشمسى لخدمة المعاقين.. مزيد من التفاصيل في سياق الحوار التالي:


> بداية.. ماذا تقصدين بـ«الكرسى الكهروشمسي»؟
كرسى متحرك يستخدمه المعاقون حركيا، أو الذين يعانون شللًا في أطرافهم السفلية، ووسيلة أساسية للتنقل من مكان إلى آخر، ولا يمكنهم الاستغناء عنه بأى حال من الأحوال، ويعمل هذا الكرسى عبر تحريكه يدويا أو كهربائيا، كما هو الحال في الكراسى المتطورة باهظة الثمن، والتي تتطلب شحن بطارياتها بالتيار الكهربائى كلما فرغت، لكن هذا الكرسى يعمل بالخلايا الشمسية، فيخزن الطاقة الشمسية.

> لكن البعض يتحدث عن أنها فكرة ليست جديدة؟
هذا صحيح فالمواطن المعاق «حيدر طالب» نجح في ابتكار كرسى شبيه يستمد طاقته من الخلايا الشمسية، وقطع به مسافة 142 كيلومترًا دخل بها موسوعة جينيس للأرقام القياسية لكن الجديد في مشروعنا أن الكرسى يعمل على مدى 24 ساعة (ليلا ونهارا).
كرسى «حيدر» يتم شحن بطارياته بالطاقة الكهربائية كلما نفدت، كما أن سعره وصل إلى 20 ألف جنيه، إلا أن مشروعى متطور يعمل بخلايا شمسية تعمل طول الليل والنهار وتعطى ضعف الجهد، على عكس تركيب الخلايا الشمسية العادية، وهذه الفكرة ستوفر أموالا طائلة للمعاقين والدولة.

> وما الدافع الذي حركك للتفكير في هذا الاختراع؟
ملاحظتى للمعاقين ومدى المعاناة التي يواجهونها في قضاء كافة احتياجاتهم، فلا يوجد لهم سبيل سوى الكرسى المتحرك، وهو نوعان (عادي) يحتاج إلى مجهود كبير ويشعر المعاق بالحرج لأنه يحتاج مرافقًا له و(كهربائي) تكلفته عالية، ففكرنا في حل غير مكلف ويستخدم طاقة نظيفة ومتجددة وهى الشمس والقائمة عليها فكرة الاختراع.

> متى بدأت التفكير في هذا الاختراع؟
منذ سنة تقريبًا، وكنت في الصف الثانى الإعدادي.

> هل هذا أول اختراعاتك؟
لا، فمنذ عامين تقريبًا وأنا بالصف الأول الإعدادى ابتكرت فكرة للاستفادة من القمامة في الصناعات، بما يقلل كميات المخلفات المتراكمة في أكوام القمامة، فضلًا عن الفوائد التي تعود على الاقتصاد القومى من نواتج استخدامها وتدويرها، ومن أهم هذه المخلفات (الورقية)، ويمكن إنتاج كحول منها أو فيتامين للحيوان عن طريق فطر «ترايكودرما».

> إذًا ماذا تقصدين بـ«ترايكودرما»؟
أحد أنشط الفطريات إنتاجًا للإنزيمات الثلاث المحللة للسليلوز وهى «FQ - ASE - CMC - ASE، CB – ASE»، ووصل إلى أقصى درجة من الإنتاج بعد ستة أيام من التحضين، وكان مصدر الكربون (1 %) خليط من لب البنجر بنسبة 1: 1، بدلا من استخدامها فبعض أنواع المنتجات تكون فيها نوعية المادة الأولية رديئة، وتم تحليلها عن طريق عملية الاسترجاع، فمثلا تحويل الورق يعطى لنا مواد سليلوزية ذات نوعية أردأ، وبالتالى ورق جديد ذو نوعية متوسطة (هذا النوع من العمليات لا يستحسن تكرارها أكثر من 10 مرات متتالية، ثم يتم تحويله إلى كحول الإيثانول C2H5OH.

> هل حصلت على جوائز عن أي من الاختراعين؟
نعم.. اختراع القمامة اشتركت به في مسابقة ISEF العالمية للمخترعين، وحصلت على المركز الأول على مستوى الجهورية، ونلت شهادة معتمدة من أمريكا لأننى كنت تحت السن، وسن السفر إلى أمريكا كان 14 عامًا على الأقل.
أما الاختراع الثانى والخاص بـ«الكرسى الكهروشمسي»، فتم تكريمى العام الماضى من وزير التربية والتعليم السابق محمود أبو النصر، ومنذ أسابيع من المهندس محمد عبد الظاهر محافظ القليوبية.

> هل توقعت تحول فكرتك إلى اختراع؟
بصراحة لا.. الفكرة من وجهة نظرى كانت فكرة بسيطة جدًا لكن بالمثابرة والبحث العلمى على الإنترنت، وداخل كلية العلوم، وجدت الأمور تتطور معى إلى أن وصّلت الاختراع إلى مرحلته النهائية.

> وماذا عن تسجيل براءة اختراعاتك؟
حاولت كثيرًا لكن الشروط مجحفة، فالجهات التي استفسرت عنها كان منها مركز البحث العلمي، وطالبونى بالكثير من الأوراق والضمانات ومبلغ شهرى يدفع بصفة مستمرة للمحافظة على الاختراع فلم أستطع تحقيق تلك الشروط، بالإضافة إلى أنهم لم يساعدونى في تنفيذ أي شيء.

> من الطبيعى أن ثمة معوقات واجهتك.. حديثنا عن ذلك؟
المعوقات تمثلت في تواجد الخلايا الشمسية التي تتناسب مع الكرسى وحساب مقدار الطاقة التي يحتاجها الكرسى وبعد الانتهاء في فكرة التنفيذ، وعندما حاولت عمله «ماكيت» كلفنى 500 جنيه، ولم أجد ممولا، ففكرت في صناعته بنفسي، نصحنى أساتذة كلية العلوم بعدم تنفيذه لأنه «مضيعة للوقت»، وهناك مشروعات أفضل منه، ولا تنفذ فلا يوجد تنفيذ مشروعات علمية داخل مصر، وبحساب التكلفة وصلت إلى نحو 3 آلاف جنيه.

> وكيف واجهت هذه الأزمة؟
لا يوجد أي دعم سوى من والدتي، وأطالب بدعم لكى أنفذ مشروعى ويعمل ويستخدمه الناس، أما دعم الدولة والمحافظة معدوم تمامًا.

> لو تقدم مستثمر أجنبى لشراء مشروعك.. كيف سيكون ردك؟
لن أقبل أن يخدم الاختراع أحد سوى المصريين، ولن أسافر للخارج لتنفيذه أيضًا.

> من مثلك الأعلى من المخترعين والشخصيات العامة؟
الدكتور أحمد زويل علميا، ووالدتى بشكل عام.

> من ساعدك في اختراعك؟
أمى ساعدتني، فكنا نجوب كليات العلوم للبحث عن معلومات، وكثيرًا ما تكلفنا الوقت والجهد لشراء الخامات الموجودة بالمشروع، وساعدنى بعض الأساتذة في هذه الكليات، فضلا عن أستاذى محمد جمال أستاذ العلوم بمدرسة زويل الرسمية للغات ببنها.


C.V
● ولدت «بسنت رياض» عام ٢٠٠٠
- سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية
- اعتمدت على دعم والدتها في ابتكارها
الجريدة الرسمية