رئيس التحرير
عصام كامل

هندسة الإسكندرية «لا كرامة لمخترع في وطنه».. فريقان يصنعان «سيارة سباق» و«طائرة بدون طيار».. دعم أساتذة الكلية عامل مشترك.. وتجاهل الدولة لهم يسجل حضورًا قويا


بين الكبار سجلت جامعة الإسكندرية اسمها، هذه المرة عبر طلاب كلية الهندسة، الذين أنجزوا مشروعين مهمين ليس فقط لجامعتهم بل لمصر كلها، وهما «طائرة بدون طيار» و«سيارة سباقات».

«فيتو» التقت الطلاب المنفذين للمشروعين، أثناء ذهابهم إلى المطار استعدادا للسفر إلى أمريكا للمشاركة في مسابقة الجمعية الأمريكية للسيارات؛ ليكونوا الممثل الوحيد للجامعات المصرية في أهم مسابقة تقام في العالم، وينافسون فيها طلاب العالم.

«طائرة بدون طيار»
أحمد شوقي، أحد الطلاب المشاركين في تصميم الطائرة، قال لـ«فيتو»: «كونَّا فريق عمل من 7 أفراد، وقررنا أن يكون مشروعنا هو تصميم طائرة بدون طيار، نساعد به المصريين، عرضنا الأمر على إدارة قسم الميكانيكا ووافق الدكتور المسئول عن المشروع، وبدأنا العمل على الطائرة التي يتم التحكم فيها عن بعد، من خلال (ريموت كنترول)» مضيفا: «فكرة المشروع تتلخص في قدرة الطائرة على حمل 30 كيلوجرامًا وزنًا إضافيا، والإقلاع والهبوط بالطائرة في أقل مسافة ممكنة لتكون نواة لمشروع أكبر يستفيد منه الوطن، ونؤكد أن طلاب مصر على قدر من المسئولية والعمل، وبإمكانهم أن يخترعوا وينافسوا أذكى الطلاب رغم الظروف الصعبة التي يواجهونها»، بحسب «شوقي».
ولفت إلى أن الفكرة تحولت إلى اختراع عقب «إنجازنا الخطوات النهائية لتصبح أول طائرة بدون طيار وأول طائرة مصرية بأيد وإمكانيات وطنية 100%».

وعن الصعوبات التي واجهتهم أثناء التنفيذ، ذكر «شوقي» أن قلة الموارد المالية من كبرى الصعوبات، قبل أن يتبرع أحد رجال الأعمال المشهورين في الإسكندرية بـ75 ألف جنيه دعمًا للمشروع وتحويله من مرحلة التصميم إلى التصنيع، إلا أن المبلغ لم يصل إليهم كاملا، بالإضافة إلى صعوبات الحصول على تأشيرة السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتحملوا كافة المصروفات من نفقاتهم الخاصة.

وشدد على أن من كبرى الأزمات التي تعرض لها فريق المشروع «استخراج تصريح من وزارة الطيران المدنى للسماح لهم بتجربة الطائرة لأن مثل هذا النوع من الطائرات يحتاج إلى تصريحات أمنية، ورغم مقابلتنا الوزير إلا أننا لم نتمكن من تجربة الطائرة بشكل سليم، وجامعة الإسكندرية فقط قدمت لنا الإمكانيات الفنية وورشها».

وأضاف عضو فريق تصميم الطائرة: «شاركنا في مسابقة الجمعية الأمريكية للسيارات كممثل للجامعات المصرية في أهم مسابقة تقام في العالم، وينافس فيها أكثر الطلاب عبقرية، وتحملنا كافة التكاليف حتى نقدم نموذجا للطالب المصرى العبقري، ونأمل أن نحقق مركزًا متقدمًا ونشرف مصر وطلابها، ولو جاءت فرصة لتنفيذ المشروع بالخارج من الممكن أن ننفذه بشرط أن يكون أول إنتاج له في مصر، لكننا لن نبيعه لمستثمر أجنبي، ولذلك سعينا إلى تسجيل المشروع والحصول على براءة اختراع بأسمائنا».
ورأى أن أسر جميع الطلاب المشاركين في هذا المشروع لهم دور كبير في دعم كل طالب، فضلا عن تفهمهم لما يقومون به، إضافة إلى أساتذة قسم الميكانيكا بهندسة الإسكندرية، فكل واحد فيهم قدم مساعدة وخبرات كبيرة فنية وأكاديمية.

ورغم الصعوبات التي واجهت فريق عمل الطائرة إلا أن طلاب الهندسة لا يفكرون في المعوقات، بحسب شوقي، الذي أشار إلى أن مجموعة طلاب أخرى صنعوا سيارة سباق مشتركة بين طلاب الميكانيكا والكهرباء، وشكلوا فريقًا من الطلاب (٢٦ طالبًا من قسمى الميكانيكا والكهرباء لتصميم وتصنيع سيارة سباق مصرية كخطوة أولى على طريق صناعة السيارات بمصر).

«سيارة سباق»
أما أحمد عماد، مسئول العلاقات العامة بفريق عمل سيارة السباق، فقال: «نحن أول فريق مصرى يصنع سيارة سباق مصرية، ويشارك بها في مسابقات دولية، فقد شارك الفريق في مسابقة ألمانيا لسيارات الفورميلا الطلابية، وحظى الفريق بتقدير جميع لجنة التحكيم لأنه أول فريق عربى وأفريقى يشارك في مثل هذه المسابقات متحديًا فرق العالم المتقدم، وهو إصرار على التحدى وفكرنا في هذا قبل أن نبدأ المشروع ليتحول الاختراع إلى حقيقة».

وأوضح «عماد» أن تصميم وتصنيع سيارة لم يكن بالأمر الهين لكنه ليس مستحيلًا في الوقت نفسه، مشيرًا إلى أن هذا المشروع استغرق الفريق فيه ٦٠ يومًا في البحث والدراسة لبدء التصميم، واستغرق ٥ أشهر أخرى في التصميم، مضيفًا: «الآن وصلنا إلى التصميم النهائى ودخلنا مرحلة التصنيع بالفعل».

ونوه بأن هناك صعوبات واجهتهم بداية من عدم اهتمام الدولة بالصناعات الثقيلة، مطالبًا بالتركيز على هذا التوجه لكونه واحدا من المشروعات التي تدعم الاقتصاد المصري، ويجب على كافة المؤسسات والهيئات الوطنية التكاتف لإنجاح مثل هذه المشروعات، فنجاحها يمثل نقلة كبيرة في الصناعة المصرية، بالإضافة إلى عقبة أخرى متمثلة في عدم وجود دعم مادى ورعاة للترويج للمشروع ودعمه.

وأضاف: «نؤكد على ضرورة دعم الشركات ذات المسئولية المجتمعية للفريق»، مشيرًا إلى أن الفريق هذا العام تطور في جوانب كثيرة، وأصبح له نظام مؤسسى محترف قادر على التسويق والدعاية، لكل الرعاة للفريق وهذا النظام يقود الفريق للنجاح وتسويق الاختراع وجلب أموال لتطويره.

وفيما يرتبط بالجانب التقني، ذكرت آية الشافعي، مسئولة نظام التوجيه في سيارة السباقات، أن الفريق واجه صعوبات وتغلب على بعضها بنجاح، أبرزها قلة وعى المجتمع المصرى بصناعة السيارات ما جعل الدعم العلمى للفريق غير كافٍ، فاعتمد اعتمادًا كاملًا على نفسه، وهذا المجال أكبر بكثير من أن يتم اختزاله في قاعات المحاضرات، بل لا بد من الممارسة العملية والتجربة والخطأ.
وقالت: «لدينا فرصة للمنافسة في أحد سباقات السيارات بألمانيا، وهو بمثابة دعم لنا، وحتى الآن لم نقرر مدى إمكانية بيع مشروعنا لمستثمر أجنبي، ولو جاءت فرصة لدعم المشروع خارجيا والإشراف على تنفيذه فهى فرصة لفريق كامل بشرط أن يسافر كله، ويشرف عليه ويكون للبلد الأولوية فيه».

من جانبه، قال الدكتور عبد العزيز قنصوة، عميد كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، إن الجامعة تقدم الدعم الفنى للطلاب من خلال الأساتذة بالجامعة، وكذلك المعامل والورش، وما قام به هؤلاء الطلاب في صميم دراستهم لكن بالطبع «نفخر بهم، ونقدم المساعدات الممكنة لهم والدعم المالى قدر المستطاع، ونحاول توفير كافة الأمور في حدود إمكانياتنا».

الجريدة الرسمية