السيسي الأول في روسيا !
أول دعوة توجه لرؤساء وزعماء العالم لحضور احتفالات روسيا بعيدها القومي كانت من نصيب الرئيس السيسي وأول لقاءات بوتين اليوم مع زعماء العالم الذين وصلوا للمشاركة وتقديم التهاني ستكون مع الرئيس السيسي !
والترتيب السابق ينفي ـ أو على الأقل ينهي ـ أي شائعات حول تدهور العلاقة بين مصر وروسيا في أعقاب مشاركة مصر في عاصفة الحزم وما تردد عن تجميد المشاريع المشتركة وتعيد الزيارة درجة حرارة العلاقات بين البلدين إلى درجتها الطبيعية الدافئة.. بالرغم من أنها في الغالب لن تشهد توقيع معاهدات جديدة على قاعدة أن مناسبة الزيارة لا تسمح بذلك وأن توقيع المعاهدات يستلزم زيارة خاصة بذلك وهو ما سوف يؤجل بالضرورة توقيع معاهدة القمر الصناعي المصري الثالث الذي هو عسكري هذه المرة !
العلاقة مع روسيا بالنسبة إلى مصر هي مسألة تتجاوز كونها إستراتيجية..وتصل إلى حد أنها مسألة حياة أو موت.. فإن كنا نؤمن أن مصر تقف عقبة في مشروع تفتيت المنطقة فمن الطبيعي أنها في مواجهة بدرجات وصور مختلفة مع أمريكا..وبالتالي فلن تمنحنا أمريكا قمرا صناعيا عسكريا ولا سلاحا فعالا ولا قروضا للإنتاج والتصنيع ولا دعما حقيقيا ضد الإرهاب ولا حتى غطاءً عند الضرورة في مجلس الأمن..بل لا نرى منها ومن الآن إلا كل شر..تشعل النار حولنا في كل مكان في ليبيا وتدعم الجماعة التي تشعل النار لمصر في سيناء وغيرها وتمنح عدونا الأساسي في إسرائيل أسلحة موجهة أصلا ضد مصر وللحفاظ على فلسفة ـ وهم ـ التفوق الدائم !
لكن العلاقات مع روسيا تغضب دولا عربية ترى أن روسيا سبب صمود سوريا حتى الآن !! والموقف الروسي يلتقي مع الموقف المصري الذي يرى أن سقوط سوريا يشكل خطرا كبيرا على المنطقة كلها وأولها مصر..ومصر تدعم العراق الذي يواجه داعش وإضعاف داعش في العراق يضعف الضغط الداعشي في سوريا !
وبينما يعود القتال الآن إلى اليمن وبما يعني أمرين..الأول فشل عاصفة الحزم في إنجاز نصر حاسم حتى الآن والثاني هو فشل جهود مصر في إنجاز اتفاق سياسي دائم وشامل في اليمن وبما سيعيد مصر للمحاولة من جديد ـ وبغير الاختلاف مع الأشقاء في السعودية ـ وهو تقريبا الذي تسعى إليه روسيا بطرق مختلفة !
ووسط كل هذه التشابكات تدير مصر سياستها الخارجية..والتي يسعى أعداء مصر وخصوم السيسي إلى إفشالها وتشويهها ولكن هيهات هيهات وراجعوا تصريح وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية أنور قرقاش أمس الجمعة والذي لا ينبغي أن يمر مرور الكرام لدلالته في فهم الموقف من مصر في الخليج حين قال: "المنطقة في خطر إن كانت مصر غير مستقرة" ثم قال: "نريد دورا سعوديا محوريا خليجيا ودورا مصريا محوريا عربيا" !
والكلام لا يحتاج إلى أي تفسيرات !!