رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة عفوية منة فضالي


لا اعتقد أنني ابتعد عن الحقيقة كثيرًا إن قلت بأن الفن كان على الدوام بمثابة الشعلة التي تضيء الطريق إلى حيث يجب أن يسير الذوق العام وعلى اعتبار أن الفن هو مرآة المجتمع ويعكس أحوالها سلبا وإيجابيا (هكذا قالوا وهذا ما نؤمن به).


تطل علينا القنوات والمواقع بقائمة من الفنانات المثيرات للجدل نجد على رأسهم الفنانة منة فضالى وأعتقد أنه من العبث والظلم الفنى أن نجد منه فضالى من الأساس وسط تلك القائمة لأن تلك القائمة مليئة بنماذج مملكة الفن الهابط المتصدر للمشهد بكل أسف، فمنة فضالى علاقتها بالإعلام قد تكون محدودة جدا، وقد أعلنت ذلك مرارا وتكرارا لكن نجد تصريحات يوميا تتصدر الصحف المواقع وبالسؤال يتم نفى تلك التصريحات جملة وتفصيلا.

لنكن موضوعيين أكثر، فـ"منة" لديها أرشيف مشرف بالدراما المصريه ليس مشرفا لمنة فحسب، لا بل مشرفا للدراما المصرية بوجه عام وقد عملت من خلال مشوارها الفنى مع كبار نجوم الفن مثل محمود عبد العزيز ويحيى الفخرانى وصلاح السعدنى وفاروق الفيشاوى وقائمة طويلة من نماذج فنية حقيقية لمصر وضعت لنفسها مكانا جيدا في العمل الفنى جعل كل من شاركها فيه أشاد بها وبموهبتها.

شقاوة منة فضالى وضعتها في أزمه وكذلك الطيبة والعفوية الواضحة وضعتها في أزمة أكبر، وكذلك اقتحام الحياة الشخصية للفنان والعبث بها والتدخل فيما لا يعنى أحدا، وليس من حقه صنع الجدل والأزمات حول منة فضالى وكذلك صحف الشائعات والأقلام المسمومة جعلت من منة فضالى الفنانة المثيرة للجدل !!

منة فضالى التي لم تقدم يوما فنا عاريا أو فنا هابطا.. تلك الفتاة التي لم تطل يوما على الشاشة الصغيرة وتطلق بذاءتها وإسفافها على جموع المشاهدين بل بالعكس احترمت جمهورها وقدمت فنا حقيقيا مع نجوم عظماء.

فلماذا تلك الضجة المبالغ فيها ؟!.. نشاهد يوميا فنانات يقدمن الإسفاف والعرى ويطلق عليهم نجوم الشباك ونجوم الصف الأول ونجد الأقلام يوما تلو اليوم تمجد في أعمالهم وأنهم يقدمن الفن الحقيقى ؟؟

أهل الفن أن يكون العمل الفنى عبارة عن بلطجى وراقصة ومطرب شعبى؟!

منة فضالى في رأيى الخاص: أنها لم تكن يوما مثيرة للجدل بل أن هناك من حاربها وقرر أن يثير الجدل حولها، هم من يطلقون الشائعات والأخبار الكاذبة دوما عنها.

منة فضالى فنانة احترمت نفسها واحترمت جمهورها أمام الشاشات هل هذا سبب يجعلها مثيرة للجدل.. هل العفوية أصبحت جريمة ؟! هل السلوكيات الملتوية أصبحت أقصر طرق النحاح ؟!

هل الصحافة صاحبة الجلالة اختلت موازينها في النقد الفنى ؟! فقد كان هناك في سالف العصر نماذج مشرفة أثروا الشارع الفنى بنقدهم البناء.
أيها السادة رفقا بمواهبنا الفنية فنحن نعيش عصر دولة الفن الهابط، ولن نصل للرسالة الفنية الحقيقة غير القائمة على المتاجرة إلا من خلال فنان محترم وناقد ذو ضمير يقظ.
الجريدة الرسمية