رئيس التحرير
عصام كامل

فى حب مبارك


فى البداية أحب أن أشكر الرئيس الدكتور السيد الحاكم رئيس العشيرة أنه جعلنا نشعر بقيمة كبيرة افتقدناها قبل الثورة . أحب أن أشكره لأنه جعلنا نعرف الفرق بين الرئيس المصرى محمد حسنى مبارك وبين الرئيس العشيرى الذى جعل الشعب المصرى ينقسم ويفترق ويحب ويكره ويسرق وينهب ويسب ويلعن ويفتقر ويموت قهراً ويموت بالرصاص .


أحب أن أشكر الرئيس لأنه جعلنا نتذكر كلام الرئيس مبارك عندما قال: سيذكر التاريخ "ما لنا وما علينا" ، لقد جعلنا نتذكر كلمات مبارك الرنانة التى اعتاد أن يقولها فى موضعها دون أن يرجع لجماعة أو مستشارين يقودونه إلى الجحيم ويقودون مصر إلى الخراب من أجل المصالح الشخصية وتصفية الحسابات وجمع أموال هذا الشعب، وكل ذلك تحت الغطاء الدينى.

نشكرك أيها الرئيس الحالى أنك جعلتنا نشعر بقيمة الرئيس مبارك الذى لم يقاوم شعبه ولم يقتله وقرر أن ينسحب بهدوء و يقضى بقية حياته فى بلده وسط شعبه الذى خدمه لـ 60 عاماً، حبا فى هذا الوطن منذ أن كان قائدًا بالقوات المسلحة وشارك فى تحقيق النصر للوطن فى السادس من أكتوبر واستمر خلال فترة حكمه على مدار الثلاثين عامًا وحتى نهاية حكمه وإلى أن يقضى الله أمرًا كان مفعولًا.

هكذا يذكر التاريخ إنجازات رجل قدم الكثير لشعب مصر وقدم الكثير لتراب هذا الوطن، لكن ما تذكره سيادة الرئيس خلال الشهور الماضية فهو يُحسب فى تاريخك "دماء المصريين تنزف يوميًا ويروى بها تراب هذا الوطن" .

أيها الرئيس جعلتنا نخرج عن صمتنا لننقدك وننقد تصرفاتك التي جعلت مصر خرابًا وجعلت شعبها يموت فقراً وجوعاً وبالرصاص على أيدى مصريين وعناصر أخرى تريد الخراب لمصر.

سيدى الرئيس الحالى أنت تسمع كلامنا جيداً وتشاهد الصورة كل يوم ولكنك لم تستطع فعل شيء قد يكون ذلك أنك مجبر من جماعة تمسكت بها وتربيت على اسسها ولم تستطع التخلى عنها أو قد يكون خوفاً أو أمراً أو رغبة، لكن لا تنسى أن الله رقيب عليك وأن هناك حسابًا وأن الموت قادم إذا كنت تٌقيم الليل كما تقول وإذا كنت تصلى الفجر حاضراً خوفًا من الله وليس رياءً.

لا ننكر أن عهد الرئيس السابق كان به فساد كبير ولكن لم يكن فيه مثل ما جعلتنا نحن فيه خلال شهور من قتل أبناء هذا الوطن وما تعيش فيه مصر فى عهدك، لقد أفسدت البلد وجعلت الفقر يعم عليها خلال أيام ،ولقد جعل مبارك البلد عمارًا خلال فترته وكنا نشعر بالأمان وكنا نستيقظ من نومنا على أمل مبشر بالخير وكنا نعرف أين نسير، لكن ما نحن عليه فى عهدك يجعلنا نتجه فى طريق الخطر والمصير المجهول الذى وضعتنا فيه من أجل إرضاء عشيرتك.

سيدى الرئيس لم تخرج علينا يوماً وتقول أبنائى وأبناء هذا الوطن، فى حين عندما كان يخطب الرئيس السابق كان يقول: أبنائى وأبناء هذا الوطن.

إن الرئيس السابق برغم من الفساد الذى كان حوله إلا أنه كان يعامل الشعب المصرى بحب ويعامل كل فرد أنه ابنه وليس ابن عشيرته وله انجازات كثيرة سواء كانت فى المدن التى بُنيت فى عهده أو المصانع والمشاريع التي تمت فى وجوده ، أو مترو الانفاق والقطارات والكباري وغيرها من الانجازات التي يذكرها التاريخ وتُحسب له .

هكذا يذكر التاريخ حكم الرئيس السابق محمد حسنى مبارك الذى تربى فى المدرسة الوطنية و لم نشعر معه يوماً بمرارة الأيام مثل ما نحن عليه فى عهدك وذلك يجعلنا نتكلم فى حب مبارك لعلك تٌغار منه وتفعل مثلما كان يفعل، وتنظر إلى هذا الشعب مرة أخرى بنظرة الأب.. "يرحمنا ويرحمك الله" .

الجريدة الرسمية