رئيس التحرير
عصام كامل

خطة تطفيش محلب!


فجأة.. أصبح المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء هو البطة العرجاء والراعي الأوحد لكل مُسميات الفشل، وبيت الداء في أعين مُنظري السياسة والإعلام والنشطاء في وقت واحد، وأصبح الضرب فيه والدعوة علانية لتطفيشه من رئاسة الحكومة سواء بإجباره على الرحيل، أو دق الأسافين بينه وبين الرئاسة.. هدفا لا ريب فيه من أصحاب هذه الهجمة مطموسة الملامح والأهداف!


الخطة التي لم تعد خفية على أحد، والتي من أجلها اشتعلت الحملات ثم سرعان ما ازدادت اشتعالًا، وتسعى لإحداث غضب شعبي على الرجل، بما يجعل الأرض ممهدة تحت نيران الغضب لإقالته، ومن ثم يترك رئاسة الحكومة في وقت قاتل، إن لم يتعفف الرجل من نفسه بالطبع، ويترك منصبه ويخرج من الوزارة غير مأسوف عليه، ويذهب هو بعيدا عن السياسة التي فرضت نفسها عليه، بعدما قبل نداء الوطن، في وقت لم يكن لدى أرباب السياسة ومنظريها والعالمين بدروبها ممن ينادون الآن بتحميل محلب ثمن "مطبات" وزرائه، الشجاعة الكافية لتصدر الصورة.. وتحمل المسئولية !

لا نستطيع أن ننكر أن هناك غضبًا رئاسيًا وشعبيًا، وحنقًا يملًا صدورنا جميعًا من الأداء المترهل للكثير من وزراء محلب الذين لا يبدو أنهم يريدون الاستشفاء من متلازمات ـ التصلب والتخمة والتبلد ـ والذي يُصاب بهم كل من يتولي منصب بمصر، ولا ننكر أنه حان الوقت لترسيخ ثقافة تحمل المسئولية السياسية لكبار رجال الدولة عن هفوات وزلات مرؤوسيهم.. ولكن:

هل التوقيت ملائم، وهل الهدف نقي، وهل هناك بديل جاهز ولديه خطة عمل واضحة الملامح ومحددة الوقت، أم أن الحملة الضارية على رئيس الحكومة التي اشتعلت فجأة ومن قبلها على الرئيس نفسه لها مآرب أخرى !

في مصر.. لا تعرف لماذا تطلب النخب بكل مستوياتها فلانًا لتحمل المسئولية.. وفي نفس الوقت لا تعرف أيضا لماذا تتم المناداة بإغراقه في بئر المنصب الذي زفوه إليه، ومحلب نفسه شاهد على هذا الهذيان السياسي.

فالرجل الذي حملوه على الأكتاف وكالوا له المديح وعددوا أسباب الاختيار العبقري للرئيس في رجل لم نضبطه يومًا قبل دخوله الحكومة ممارسًا للعمل السياسي، هو نفسه الرجل الذي يذبحونه الآن بساطور التناقض، وسيف المصالح الخاصة التي تفوح رائحتها من خلف الحملات الضارية التي تشتعل في وقت واحد دون مواربة أو خجل !

يا سادة.. المرحلة الحالية لا يصلح معها استئصال الحكومة برمتها، خاصة أن الوقت المتبقي على تشكيل مجلس النواب ليس ببعيد، ولن تنجز أي حكومة أخرى في هذا التوقيت شيئًا على الإطلاق، وستتعرض هي الأخرى لمقصلة الإبعاد، وبين حكومة محلب وخليفتها التي يسعى لها الساعون، والمراهقة المتوقعة لمجلس النواب المنتظر، علينا أن نقول جميعا على مصر.. يا رحمن يا رحيم !

الجريدة الرسمية