رئيس التحرير
عصام كامل

مصر أغلى من «أبو تريكة»!


بعد قرار التحفظ أمس على أموال إحدى شركاته التي تأسست مع الإخوان وفي عهد مرسي نقول:
وجهان لـ"أبو تريكة" لا ثالث لهما.. أبو تريكه الخلوق الهادئ المهذب فاعل الخير الذي ساند غزة في محنتها بإحدى المباريات وعوقب بعدها من الاتحاد الأفريقي..هو الموهوب الحريف الذي صنع لنفسه مجدا كبيرا وضعه على الطريق نفسه الذي يقف فيه نجوم الأهلي الكبار وعلى رأسهم الساحر الكبير الأسطورة محمود الخطيب..حصل للأهلي بالفعل على بطولات عديدة وساهم في حصول مصر على مختلف البطولات وساهم في إسعاد الملايين وكل هذا لا طعن ولا شك فيه ولا ينكره إلا جاحد !


الوجه الاخر لـ"أبو تريكة" يقول أيضا إنه كذب على المصريين حين قال مرات قبل ثورة يناير إنه لا ينتمي إلى أي فصيل سياسي فالتعليمات داخل جماعة الأوان تقتضي "التقية" التي هي باختصار شديد أن يظهر عضو الجماعة غير ما يبطن وأن الفتوى للجميع تقول " أنكروا انتماءكم للجماعة فلم يحن الوقت لإعلانها بعد "!

كما أن الفتوى الأخرى تقول " من حق عضو الجماعة الذي لم يصبح عضوا عاملا أن يحلف ويقسم أنه ليس عضوا بها "! وهو السبب في إطلاق العبارة الشهيرة " أنا مش إخوان " لأشخاص يعرفون هم ونعرف نحن انتماءهم للجماعة !

الوجه الآخر لـ"أبو تريكة" يقول إنه يدعم الإخوان بالفعل والقول.. الفعل تعرفه الأجهزة المختصة والمراقبون المتخصصون في شئون جماعة الإخوان والقول نراه هنا وهناك..هنا بتصريحات الرجل وأقواله على صفحته على تويتر..وفي زياراته لأسر الإرهابيين..نراه أيضا في امتناعه حتى اليوم عن إدانة أي حادث إرهابي ولا مساهمته أو مشاركته في أي دعم لأسر الشهداء في أي مكان في مصر لا في سيناء ولا في أي مكان آخر لا بالإدانة ولا بالتبرعات ولا حتى بالمواساة ولا الكلمة الطيبة!

ولذلك فالصورة عن "أبو تريكة" مزدوجة.. نعترف بماضيه وتاريخه.. لكننا نعيش معه ويعيش معنا الحاضر بكل ما فيه.. نقدر موهبته لكن تقديرنا لدماء الشهداء أشد.. ونعترف بكفاءته..لكن اعترافنا بخطورة الإخوان على بلادنا أشد..نؤمن بأدبه الجم حتى مع إنكاره أنه إخواني..لكن إيماننا بضرورة الانتصار على الإرهاب أشد..ندرك مساهمته في صناعة البهجة لملايين المصريين لكن إدراكنا دور جماعته في بؤس ملايين المصريين أشد.. نعرف ونعترف بدور "أبو تريكة" في صنع أمجاد الأهلي والمنتخب..لكن معرفتنا واعترافنا بدور جماعته في دماء الأبرياء التي تجري في سيناء وغيرها أشد..باختصار: كنا نحب أو حتى ما زلنا نحب "أبو تريكة" لكن من المؤكد والطبيعي والمنطقي أن حبنا لمصر أشد !!
الجريدة الرسمية