حديث الإفك فى قصر الرئاسة
تحترق القاهرة ولا ينطق الرئيس، يستمر نزيف الدم الوطنى ولا يتحرك رأس الدولة، يُضرب ضباط الشرطة عن العمل والرئاسة تقف كالصنم، شعارها الصمت الرهيب، أما الشعب فيقف أغلبه فى موقف المتفرج على وقع أزمات عاصفة تدفعه للكفر بكل شىء.
كعادته، لم يخرج الرئيس الإخوانى محمد مرسى ليتحدث للشعب، ولو فى جوف الليل وقبل طلوع الفجر، والرجل معذور فلم يصل إليه فرمان مولانا صاحب الفضيلة الدكتور محمد بديع مرشد الجماعة، ولا الحاكم بأمره فى المقطم المهندس خيرت الشاطر، وفى وقت متأخر كالعادة أيضا يوعز الرئيس إلى اثنين من مساعديه وهما الدكتورة باكينام الشرقاوى والدكتور أيمن على أن يتحدثا فى مؤتمر صحفى مساء يوم السبت الماضى، بـ"حديث إفك" سياسى.
ولأن السياسة فى إحدى تعريفاتها هى فن الكذب، والسياسيون هم الفنانون البارعون بالكذب، لا فرق بين الإسلاميين وغيرهم فقد قال على: إن ما يتم تداوله عن إضراب الداخلية به قدر من التهويل والمبالغة، موضحا أنه لا يزيد على 15 قسما من بين 360 قسما بأنحاء الجمهورية.
هكذا قال الرجل ولم يخجل، فالجميع يعلم أن الأمن انهار تماما على وقع إضراب ضباط وأمناء الشرطة فى كثير من الأقسام لدرجة إغلاق عدد من مديريات الأمن والأقسام، فأى حديث ذلك الذى نطق به مساعد الرئيس، المتوتر دوما، وأرغا وأزبد ؟!.. أليس هذا إفك سياسى بامتياز؟
أما الدكتورة باكينام، المرأة الحديدية فى قصر الرئاسة، فلم يختلف كلامها عن زميلها، حيث طالبت كل القوى السياسية والوطنية ووسائل الإعلام بعدم الانجرار نحو التهويل من الوقائع والأحداث التى يمر بها الوطن، وآخرها ما يتم الترويج له عن شلل جهاز الداخلية.
أى والله، هذا ما قالته بأعصاب باردة، وكأن ما يحدث على أرض "المحروسة"، التى صارت "منحوسة" بحكم الإخوان هو شىء عادى، ولا يعدو أن يكون "خناقة" بين مجموعة صبية، فأى كلام هذا الذى تقوله "سيدة القصر" القوية، سوى حديث إفك لتجميل وجه النظام الإخوانى الذى وصل حدا من القبح لا مثيل له سوى فى بلاد "الواق واق"!