رئيس التحرير
عصام كامل

مصر ما بين دولة السيسى ودولة الجماعة 5


تولت حماس – فرع جماعة الإخوان المسلمين فى غزة – إدارة السلطة التشريعية الفلسطينية، بعد انتخابات أُجريت هناك يوم 25 يناير 2006، ومنذ ذاك الوقت، بدأ كل شىء يأخذ منحى مُختلفًا فى القضية الفلسطينية التى تقف فيها مصر موقف القلب وسالت دماء جنودها من أجلها، وكأن حماس جاءت لتخدم مصالح إسرائيل!!


فلم تكن الانتخابات فى المناطق الفلسطينية، من بنات أفكار الفلسطينيين، ولكن وليدة فكر الرئيس الأمريكى بوش الابن ورئيس الوزراء الإسرائيلى حينها، أريل شارون، لقد كانوا يعرفون الحقائق على الأرض، لقد كان هدف الانتخابات فى المناطق المُحتلة، هو استغلال حماس الإخوانية فى تقسيم الفلسطينيين، لصالح إسرائيل!!

وبالفعل، فحين فازت حماس بالانتخابات التشريعية الفلسطينية، قالت إنها ستمد الهُدنة مع إسرائيل مدة عام، ولكنها لن تحترم أية اتفاقات دولية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، ضاربة بالقانون الدولى وتعهداته، عرض الحائط!!! كان هذا، يُعرّض الفلسطينيين لمخاطر المواجهة المُسلحة مع إسرائيل، ولكن الشيطان، لا يخدم إلا نفسه!!

هذا بدوره أدى إلى عقوبات دولية تجاه غزة، فى إطار رد الفعل المُتعارف ضد من يخرق القانون الدولى؛ ولأن هذا أدى إلى خلافات بين حماس فى غزة ومحمود عباس أبو مازن فى الضفة الغربية، فقد كانت الرعاية السعودية، لإجراء مفاوضات فى مكة، مُسفرة عن اتفاق فى 9 فبراير 2007، لإنشاء حكومة وحدة وطنية فلسطينية.

لكن الخلافات بين الطرفين تصاعدت إلى أكبر من المتصور، خلال الأشهر الستة اللاحقة، حتى وصلت إلى نقطة اللاعودة فى يونيو 2007، فحدث تقاتل فلسطينى - فلسطينى، وطردت حماس أفراد السلطة الفلسطينية التابعة لأبو مازن من غزة، لقد قام أفراد حماس فى هذا الإطار، بأبشع الجرائم، مُفجرين المساجد بمن احتمى فيها من فصائل إسلامية أُخرى، وألقى أفرادها أعضاء من منظمة فتح الفلسطينية، من فوق الأبراج السكنية، كان ذلك كله من أجل سلطتهم ومصالح المُحتل الإسرائيلى!!

وكانت النتيجة، أن قامت إسرائيل، بحصار على غزة، وبسبب تعقيدات حسابات الأمن القومى المصرى، واستهداف مصر من قبل الكثيرين، وما يُمكن أن يتمخض عنه ضعف الفعل المصرى من مواجهات ماسة بأمنها القومى، حاصرت هى أيضًا غزة، إلا أنها كانت تفتح المعابر بين سيناء وغزة، لتمد الفلسطينيين باحتياجاتهم، كلما كان ذلك ضروريًا.

فلا يجب لأحد أن ينسى ما قامت به حماس الإخوانية، من تفجير للحدود المصرية مع قطاع غزة، يوم 23 يناير 2008، وما حدث من عبور نحو مليون نسمة من سكان قطاع غزة إلى سيناء، فى "بروفة" لما تريد إسرائيل فعله، من خلال عملائها من الإخوان!!
كان كل ذلك بداية لما نحياه اليوم، من مواجهة، بين القوات المسلحة المصرية، حامية حدود مصر وأمنها القومى، وبين الإخوان عُملاء الخارج!!

إلا أن الساسة المدنيين، ممن أيدوا الإخوان فى أوقات كثيرة، لم يقرأوا ولم يُتابعوا، وكيف يتابعون، وهم مُدّعو إسلام وعروبة وإنسانية؟! ولا أعرف، أين إنسانية مصر فى كل هذا، وأين حق العروبة لها وأين حق الله فيها؟؟! فالذين يبحثون عن حقوق فقراء مصر اليوم، من ثوار، كانوا يد العون لحماس ومن خلفها إسرائيل، فيما نحن نعانى منه اليوم!!

لقد بدأت المواجهة الفعلية، بين الإخوان وحُماة مصر، فى إطار الحرب على غزة، فى 2008-2009، والتى استهدفت مصر من خلالها وليس غزة.

ووقتها كان مبارك أعلى من كل التوقعات، فمن تابع الأزمة بخلفيتها، كان له أن يفخر بأن مبارك وقتها رئيس مصر؛ لأنه واجه الكثيرين، وفى النهاية انتصر لأمن مصر القومى، على عكس الخونة والعُملاء!!
وللحديث بقية ..
والله أكبر والعزة لبلادى،
وتبقى مصر أولاً دولة مدنية


الجريدة الرسمية