رئيس التحرير
عصام كامل

الربيع الإسرائيلى


على مدى أشهر عديدة كانت الثورة السورية بالنسبة للعديد من الإسرائيليين مجرد حدث إعلامى لا أكثر، يحدث خلف جبال الظلام فى سوريا البعيدة، مجرد يعرفون التقارير فى النشرات الإخبارية وفى الراديو والتليفزيون، ولكن منذ بضعة أسابيع والثورة أصبحت هنا على الجدار وفى حالات معينة باتت تجتازه إلى داخل هضبة الجولان.

فى البداية كان هذا تبادلا لإطلاق النار بين الثوار وبين الجيش السورى بالقرب من الحدود، ولكن بعد ذلك تسللت بعض الرصاصات أو القذائف إلى الأراضى الإسرائيلية، هذا بالإضافة إلى توجه بعض الثوار لإيجاد مأوى فى الأراضى الإسرائيلية ومنهم من اجتازوا الجدار كى يتلقوا علاجا طبيا، وكذلك اختطاف 20 جنديا من الأمم المتحدة من المسئولين عن حماية الهدوء على طول الحدود السورية الإسرائيلية، إلا أن كل هذا مثابة صعود درجة من درجات التصعيد على حدودنا.
لقد فقد النظام السورى السيطرة على أجزاء واسعة من سوريا والمناطق الحدودية مع العراق ومع تركيا، فقدها النظام منذ وقت كبير والمعركة الآن هى الرغبة فى السيطرة على طول الحدود السورية مع لبنان ومع الأردن، وبالطبع الحدود فى هضبة الجولان أيضا وبالتالى فإن النظام يكثف جهوده للدفاع عن العاصمة دمشق إلى جانب الجهود الثانوية للحفاظ على حلب المدينة التى تحتل المرتبة الثانية من حيث أهميتها فى سوريا، قد كان النظام السورى معروفا بعدائه لإسرائيل ولكنه حرص حرصا زائدا على الحفاظ على الهدوء على طول الحدود فى هضبة الجولان.
ويظهر فى أوساط الثوار جبهة نشطة فى جنوب سوريا وفى منطقة حلب شباب يعشق الثأر، لذا على إسرائيل أن تعتاد بأن هؤلاء سيصبحون من الآن جيرانها الجدد والانسحاب المتوقع فى أعقاب الأحداث الأخيرة للقوة الدولية من هضبة الجولان سيزيل الحاجز الذى كان لايزال يفصل بين إسرائيل وبين الثورة السورية
* نقلاً عن "يسرائيل هيوم"
الجريدة الرسمية