صعبانة عليّ يا مصر
صعبانة عليّ يا مصر وكأني شيفاكِ "أم" طيبة أصيلة شقيت ولسه شقيانة، ربت وكبرت وعملت كل اللى قدرت عليه عشان تسعد ابنها، وأول ما كبر سابها وراح سكن في حتة تليق بيه ومسألش فيها، قلها أصل بيتك بقى مش قد المقام وأنا من حقي أعيش وأتمتع بحياتي !
لماذا أجد بعض الشباب ناقمًا على البلد ولا يرى فيه غير السلبيات، ولماذا لا يبحث عن واجبه تجاه مصر، كما يبحث عن حقوقه، هل يعني هذا أن الشباب يفتقد شعوره بالانتماء؟ وما هي أسباب عدم الانتماء؟
تقول الكاتبة: زكية إبراهيم الحجي
"الانتماء بمفهومه البسيط يعني الارتباط والانسجام.. وعندما يفتقد الانتماء ذلك المعنى فهذا يعني أن هناك خللًا ومع هذا الخلل قد تسقط صفة الانتماء.. والإنسان منذ ولادته تولد معه نزعة الانتماء.. انتماء إلى أمه ثم أبيه ونسبه وجذور عائلته. الأسرة أو العائلة هي الوحدة التي تخلق لدى الطفل شعور الانتماء والمواطنة..
ويزداد دور الأسرة أهمية خاصة بعد تعدد المؤثرات الخارجية والمشارب الثقافية المؤثرة في نفوس أبنائنا وشبابنا نتيجة ظروف متردية سائدة على المنطقة العربية وفي ظل ثورة اتصالية شكلت ظواهر العزلة والاغتراب في المحيط الأسري. مرحلة الطفولة تعد من أهم المراحل وأكثرها تأثيرًا في حياة الفرد المستقبلة، وفي المحيط الأسري الذي يمثّل أولى المؤسسات الاجتماعية الحاضنة للطفل ويتلقى فيه المكونات الأولى لثقافته ولغته.. ويستقي قيم التعاون والحب.. التضحية والتسامح.. تحمل المسئولية والعفو عند المقدرة والوفاء للوطن.. كل هذه القيم تُكرّس عند الطفل مفهوم الانتماء الأسري وترسخ المبادئ الأولى لمفهوم المواطنة التي لا تخرج عن كونها انتماء الفرد إلى مجتمعه ووطنه في ظل تمتعه بحقوق المواطنة المتعارف عليها وبالمقابل الالتزام بمجموعة من الواجبات وما يصاحبها من مسئوليات.
الحاجة للانتماء من أهم الحاجات التي يجب أن تحرص الأسرة على إشباعها للطفل لما يترتب عليه من سلوكيات تعزّز شعور الاعتزاز والفخر بانتماء الفرد للمجتمع والوطن.. وإشباع حاجات الطفل وتقبله لذاته وشعوره بالرضا والارتياح وسط أسرته هو من أول مؤشرات انتمائه لمجتمعه ووطنه.
إن الرؤية للمنطلقات النظرية لتعزيز الشعور بالانتماء وتربية المواطنة تنطلق من التنشئة الأسرية إن هي زرعت في نفوس الصغار كيف أن عزتهم وكرامتهم لا يمكن أن تتحقق إلا بعزة الوطن والولاء له.. ولعل أول ما يأتي على رأس قائمة هذه المسئوليات ربط الطفل بدينه ثم يأتي بعد ذلك تهذيب سلوك وأخلاق الطفل وتربيته على حب الآخرين وتعويده على العمل المشترك والابتعاد عن كل الإفرازات الفئوية والعرقية والطائفية الممقوتة التي انتشرت في عصرنا الحالي واغتنام كل فرصة من قبل الوالدين للحديث مع الأبناء حول مقومات المواطنة الصالحة.
يتجلى مما سبق أن الأسرة هي المؤسسة الاجتماعية الأولى التي تعنى بالتماسك الاجتماعي كونها مصدرًا لتكوين شخصية الطفل وتعزيز انتمائه وهويته الوطنية".
وأضيف أن للدراما أقوى تأثير على تنمية الشعور بالانتماء خاصة عند الأطفال والشباب، فمثلًا حبنا للجيش المصري وافتخارنا ببطولاته يشكلان منذ الصغر من خلال أفلام انتصارات أكتوبر، كما أن للأناشيد أكبر الأثر، فمازلت أذكر تلك الأناشيد التي كنا نرددها في طابور المدرسة بمنتهى الاعتزاز بمصريتنا وعروبتنا؛ مثل: نشيد بلادي بلادي، يا أغلى اسم في الوجود يا مصر.