رئيس التحرير
عصام كامل

ملامح خطة «السيسي» لتطوير البحث العلمي.. رفع ميزانيته من 0.2% إلى 0.7 %.. ضاعف منحة «علماء الجيل».. أسس المجلس الاستشاري ودشن برنامج التنمية.. وصمت الوزير يورط الرئيس في أزمات بالج


لكل وزير بحكومة المهندس إبراهيم محلب أخطاء أدت إلى وقوعها في ملف الرئيس عبد التفاح السيسي دون أن يدرى، فكم من الملفات والمشاكل والصعوبات التي توجد بمصر ويجب على الرئيس أن يتحملها ويجد لها حلولا حتى وإن كانت المشاكل هينة من رأى البعض، فوزير البحث العلمى الدكتور شريف حماد بسبب هدوئه الزائد عن الحد وعدم إلمامه بالملف كاملا ورط الرئيس في عدة ملفات تخص البحث العلمى وتهم الباحثين، فهناك ملفات تحتاج إلى قرارات جمهورية يجب على كل وزير أن يذكر بها الرئيس عند لقائه بها، ولكن حماد يرى أنه يفضل الصمت ولا يدرك أن هذا ضده وضد الباحثين الذي يعتبر وزيرا لهم.


الملف العلمى

ولكن الرئيس عبد الفتاح السيسي هو أول رئيس يهتم بالملف العلمى ويجعله على رأس أولوياته وعلى الأجندة الرئيسية، ومنذ توليه الرئاسة أول ما نادي به في برنامجه هو زيادة ميزانية البحث العلمى، ولكن يجب علينا أن نطرح المعوقات أيضا حتى نقف بجانبه ونساعده على مواجهتها، فيوجد مشروعات في عهده تم تعطيلها لأسباب هو نفسه غير مسئول عنها، فهو رئيس ولى حكومة لتساعده وليس لتعمل ضده.

مبادرة عيد المعلم


في عهد الرئيس السيسي انتعش ملف البحث العلمى في العديد من المجالات وأهمها أنه يسير المجتمع المصرى أجمع منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي على مبادرته التي أطلقها في عيد العلم السابق "نحو مجتمع يتعلم ويفكر ويبتكر" وهي المبادرة التي تستهدف توجيه أولويات الدولة نحو بناء الإنسان المصري، وسيتم تنفيذها على ثلاث مراحل، قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، وتنفيذ العديد من المشروعات وأعمال التطوير والتحديث لمنظومة البحث العلمي، وتتضمنها العديد من المشاريع التي أهمها مضاعفة المنح للمتفوقين من أبناء الوطن للدراسة في الجامعات العالمية من ألف جنيه إلى ألفين جنيه ببرنامج "علماء الجيل القادم"، ووضع إستراتيجية مصرية للبحث العلمي تتواكب مع إستراتيجية تطوير التعليم.

ميزانية البحث العلمى

وعن ميزانية البحث العلمى التي لم تبلغ الـ 0.2 من ميزانية الدولة، وطالب الكثير برفعها إلى 1%، وهو الأمر الذي أثار فرحة الباحثين المصريين لمدى المشقة التي يعانونها على مدى السنوات السابقة من فقر البحث العلمى لديهم، وأقرت بالدستور هذه النسبة بالفعل، ولكن لم تطبق حتى الآن لأنها ستطبق منذ بداية العام المالى القادم، ولم يقف السيسي صامدا بل أصدر قرارات عديدة تحسب له في تاريخه الرئاسى وجعل له شعبية علمية كبيرة وسط آلاف الباحثين فهو من رفع ميزانية البحث العلمى من 0.2 % إلى 0.7 %، إلى جانب إطلاق العديد من المبادرات والقرارات التي نسردها خلال السطور المقبلة.

مضاعفة الميزانية

فأمر السيسي أثناء الاحتفال بعيد العلم على القائمين بصندوق "تحيا مصر" بمضاعفة ميزانيته فبعد أن كانت تتراوح من 250 مليونا إلى 300 مليون في العام أصبحت 500 مليون جنيه في العام الواحد للإنفاق على الأبحاث والمشروعات التي يحتاج إليها الباحثون، وهو أكبر جهة تمويلية للبحث العلمى في مصر، كما ضاعف السيسي منحة علماء الجيل الذي أعلنت عنه أكاديمية البحث العلمى لأوائل الخريجين بالجامعات من ألف جنيه إلى ألفين جنيه، حتى يدركوا أن المجتمع يقدرهم ويدعمهم، مما أدى إلى توسيع شعبية السيسي بين شباب الجامعات المصرية، وجعلهم يشعرون أنه الأب الروحى لهم وسط ما يشعرون به من عدم اهتمام في الدولة..

المجلس الاستشارى


كما أسس السيسي المجلس الاستشارى الذي يضم 15 عالما من قامات العلماء المصريين في جميع المجالات لحل مشاكل المجتمع أولا بأول والأخذ بمشورتهم.

ولم يقتصر على الانتعاش الداخلى، بل قام السيسي أيضا بتدشين برنامج جسور التنمية وهو برنامج لاسترجاع العلماء المصريين من الخارج والاستفادة منهم، ووضع خريطة لهم بالخارج بدلا من عدم الاستفادة منهم طوال السنوات السابقة، إلى جانب العلاقات الروسية في مجال البحث العلمى والاتفاقيات التي تمت لتدريب الباحثين المصريين بالدولة الروسية في العديد من المجالات وتوقيع اتفاقية هذا العام لإطلاق قمر صناعى روسى ثانى.


المشروعات المعطلة

ورغم الإيجابيات والانتعاش الذي أثاره السيسي في عهد منذ توليه، إلا أن بعض المشاريع تعطلت بسبب هدوء القيادات في البحث العلمى، وأولهم الوزير الذي من المفترض أن يخشى على وزارته ويتمنى أن تصبح أفضل وزارة، ولكن فاقد الشىء لا يعطيه فتبدأ المشروعات المعطلة بسبب قرارات جمهورية هي وكالة الفضاء المصرية التي يحتاج إليها كل عالم مصرى لتوطين تكنولوجيا الفضاء بدلا من تأخرنا الشديد والذي أدى إلى وجود سبق دول كثيرة كانت متأخرة عنا في هذا المجال، فأنشاء وكالة فضاء مصرية تحتاج إلى إمضاء وتصديق من رئيس الجمهورية الحالى حتى يتم تدريب الخبراء المصريين بها واستقبال الخبراء الدوليين لتدريب علمائنا بدلا من سفرهم بالخارج، وتحتاج أيضا إلى قيادات تعلم الرئيس في اجتامعاته بهم المتكررة أنهم في احتياج له لتطوير المنظومة بدلا من السكوت حتى نتلاشى عبارة " ياريت اللى جرى ما كان ".


مدينة الأبحاث التكنولحية

وثانى المشروعات وهى إنشاء مدينة الأبحاث التكنولوجية بالمعادى والتي أعلن الوزير عناه في أحد المؤتمرات العلمية، وأكد أنها تحتاج إلى قرار جمهورى ولكن لم يقترب الوزير ليطالب بهذا القرار، وأيضا الرئيس أولا وأخيرا بشر لا يستطيع الإلمام بكل الملفات في كل الوزارات فهو يحتاج إلى من يساعده فمدينة الأبحاث هامة للغاية لأن الهدف منها هو تحويل كل الابتكارات العلمية إلى منتجات مسخرة للمصريين.

مرصد القطامية

إلى جانب مشكلة أيضا في ملف البحث العلمى وهى عند تصميم وبناء العاصمة الجديدة التي أعلن عنها السيسي خلال فعاليات المؤتمر الاقتصادى العالمى بشرم الشيخ، والمخطط لها أن تقع على بعد 32 كيلو من مطار القاهرة الدولي، على طريق "السويس - القاهرة"، ألحقت بها مشكلة علمية وهى أن مرصد القطامية الفلكى يتسبب في تدمير صرح علمى عالمى هو مرصد القطامية الفلكي الذي يعتبر هو التليسكوب الأكبر في الوطن العربي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمسمى "عين الفلك الشمالية لقارة أفريقيا، وأن العاصمة الجديدة سيكون لها تأثير بالغ الخطورة في مرصد القطامية الفلكى، ومع اكتمال العاصمة الجديدة ستتأثر نتائج رصد جميع الظواهر الفلكية بالسلب، متوقعًا ظهور تلك التأثيرات بعد 10 سنوات من الآن مما يؤدى إلى بناء مرصد آخر بتكلفة مليار جنيه علما بأنه إذا علم السيسي أن العاصمة تتسبب في تلك المشكلة لأوقفها بالفعل لاهتمامه بالبحث العلمى.
الجريدة الرسمية