رئيس التحرير
عصام كامل

أوربا تواجه تحديات في مكافحة الهجرة غير الشرعية


يزداد عدد اللاجئين والمهاجرين السريين باتجاه أوربا بشكل مستمر. المئات منهم يحاولون يوميا الولوج إلى "الحصن الأوربي"، مخاطرين بحياتهم في كثير من الأحيان. وبالتوازي مع ذلك، تزدهر تجارة مهربي البشر، وفق ما كشفت عنه أجهزة الأمن الألمانية.

العديد من السياسيين الألمان طالبوا بضرورة مكافحة مهربي البشر وعصاباتهم، وكان الرئيس الألماني يواخيم غاوك قد حذر من أنه "لابد من وضع حد لظاهرة تهريب البشر"، فيما دعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى "محاربة عصابات مهربي البشر".

من جهته تحدث وزير الاقتصاد الألماني زيغمار غابريال عن ضرورة وجود مهمة دولية لمواجهة عصابات مهربي البشر. فمن هم هؤلاء المهربون؟ وكيف يعملون؟ وكيف يمكن محاربتهم؟

تحركات مهربي البشر في البحر المتوسط تنطلق في أغلب الأحوال من مطامع بهدف تحقيق أرباح مالية"، كما يقول ماركوس فاو، وهو شرطي ألماني ألف كتابا حول جرائم تهريب البشر والإستراتيجيات الأمنية لمكافحتها.

"عصابات مهربي البشر يخاطرون بحياة وسلامة أجساد اللاجئين والمهاجرين السريين"، حسب فا، ويعتبر بعض مهربي البشر أنفسهم على أنهم "وكلاء أسفار"، إلى درجة أنهم أصبحوا يعرضون خدمات في شبكة الإنترنت، وفق الوكالة الأوربية المكلفة بمراقبة الحدود الخارجية لفضاء شنغن فرونتيكس.

أحد مستخدمي فيس بوك مثلا يروج في إعلان: "مهرب تركي" لسفريات إلى "كل بلد في أوربا". وتتراوح أسعار هذه السفريات ما بين 3000 و7000 يورو، فيما تكون السفرية مجانا للأطفال دون سن الثامنة، وأحيانا تتضمن تلك الخدمات التي يعرضها مهربو البشر وعود تضمن بأن من يقع في أيدي الشرطة ويتم ترحيله قسريا، فسيتم تهريبه مرة أخرى إلى حين إيصاله إلى البلد الذي يرغب في السفر إليه، على يؤكد ماركوس فاو.

ووفقا لمعلومات المكتب الاتحادي الألماني لمكافحة الجريمة فإن نحو 90 بالمائة من عدد اللاجئين والمهاجرين السريين يستعينون بخدمات مهربي البشر للعبور إلى أوربا، ويشير المصدر نفسه إلى أن المهربين منظمون في شبكات صغيرة ومتخصصة، حيث يتم توزيع المهام بين أفراد الشبكة التي تنظم الرحلة على مراحل.

ومثلما هو الأمر لدى الشركات الاقتصادية فهناك لدى مهربي البشر شركات مناولة تتولى بعض العمليات المرحلية، كما يقول ماركس فاو، مشيرا إلى أنه من خلال توزيع المهام، فإن خطر المتابعة القانونية ضعيف.

وتبلغ تكلفة تهريب شخص واحد من بلده إلى أوربا نحو 30 ألف دولار، حسب الكاتب فاو، وتكون مداخيل هؤلاء بالملايين عند تهريب الناس بالقوارب. الأجهزة الأمنية الأوربية لا تستطيع الحصول على بيانات دقيقة حول مهربي البشر، عدا من خلال بعض تصريحات اللاجئين والمهاجرين السريين أنفسهم.

وتوضح الأجهزة الأمنية الألمانية المهاجرين السريين يلجئون عادة إلى مهربين من أبناء جلدتهم، حيث يفضل الصوماليون الاستفادة من خدمات مهربي بشر صوماليين وأريتريين للعبور إلى أوربا، ويقوم اللاجؤون المقيمون في أوربا بمساعدة أهاليهم وأصدقائهم في تنظيم أو تنفيذ عمليات الفرار لللحاق بهم.

الأمين العام لمنظة الشرطة الدولية الإنتربول يورغن ستوك اعتبر في بيان صحفي أن أوربا لا تستطيع وحدها "تحديد هوية أفراد العصابات الذين يتسغلون مشاعر اليأس والآمال لدى الضحايا".

كما يؤكد المكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة على ضرورة وجود تعاون وثيق على الصعيد الوطني والدولي بين أجهزة الشرطة. وهنا تكمن الصعوبة، فالأغلبية الساحقة لعاصابات مهربي البشر تنشط في مناطق خارج دول الاتحاد الأوربي وتفتقر في كثير من المناطق لأسس الدولة والاستقرار كما ماهو الوضع في ليبيا مثلا.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية