مصر بين أحلام خلفان وأوامر أوباما !
يغرد الفريق ضاحي خلفان أمس على "تويتر" بأنه رأى في المنام أحداثًا جسام تحدث الجمعة في سيناء ويقول حرفيا: "رأيت في المنام أحداثا تقع في يوم الجمعة بسيناء كجزء من مؤامرة.. لعلها أضغاث أحلام.. قلبي مع مصر.. تحيا مصر" !
وفي الوقت نفسه يصدر أوباما أوامره بتعيين الجنرال في سلاح البحرية "جوزيف دانفورد" رئيسًا لهيئة أركان الجيوش الأمريكية المشتركة، مؤكدًا أن التحديات التي ستواجهه في التصدي لــ"داعش" كبيرة ومهمة وصعبة للغاية !!
طبعًا فالفريق خلفان قائد عربي إماراتي شجاع.. ومحترم.. وقومي مخلص ككل أبناء الإمارات وهو عاشق لمصر ونقف أمام تغريدته بين أمرين لا ثالث لهما.. إما أنه رأى بالفعل منامًا بمضمون ما قاله أو أن لديه معلومات أراد إشهارها ! فلا نتصور أن لديه معلومات من مصادره ضمن عمله وخبرته الطويلة ويرسلها برسائل غير مباشرة وضبابية كالتغريدة السابقة وإنما وهو حتى خارج الخدمة لا يتوقف عن العطاء ولا يتخلف عن الواجب فلابد أنه أبلغ الأجهزة المختصة بما لديه!
أما أوباما فقد اختار الجنرال صاحب الخبرتين.. حيث عمل في العراق وأفغانستان ولما كان قراره لابد من اعتماده من الكونجرس ويتم تنفيذه في أكتوبر القادم ليحل محل الجنرال "مارتن دمبسي" الذي سيتقاعد بعد انتهاء ولايته الثانية كرئيس لهيئة أركان الجيوش في أكتوبر ! أي أن "دانفورد" سيتولى مهمته بعد ما يقرب من 6 شهور كاملة وهو ما يعني أن أمريكا تعترف ضمنيًا بإبقائها خطر "داعش" موجودًا هذه الفترة _الخطر وليس التنظيم_ وبالتالي فلا يمكن لعاقل أن خبرات "دانفورد" في العراق وأفغانستان في عمله في الجيش الأمريكي بل حلف الأطلنطي أيضًا ستبدأ في أكتوبر المقبل من أجل "داعش" وإلا كنا في حالة من الهزار لا تتحمله الأحداث شديدة الجدية التي نعيشها!
السؤال: ماذا تخطط أمريكا للمنطقة في أوائل الشتاء المقبل ؟ وما الذي يعرفه خلفان ويشير إليه وكأنه يشهد العالم على ما يعرف ؟ الأسئلة مترابطة بالمناسبة وإجاباتها أيضًا متشابكة وليست بمعزل عما يجري ضد مصر وضد بلدان عربية شقيقة أخرى.. فأمريكا لا تخفي عداءها لمصر بإدارتها الحالية ورغم توزيع الأدوار التي يقوم بها أوباما مع خارجيته ووزارة دفاعه والكونجرس في علاقتهم بمصر فإن كل هذه المؤسسات لا ولن ترتاح أبدًا لرئيس يرفض المؤامرة على سوريا ويذهب لروسيا الأسبوع المقبل مشاركًا أصيلا في احتفالاتها بالعيد الوطني وموقعًا على قمر صناعي عسكري هذه المرة ويؤكد استعداده لتطول أذرع قواته المسلحة عملاء أمريكا في ليبيا وتؤكد الأحداث عدم استجابته للتورط في حرب مذهبية لا في اليمن ولا في غير اليمن ولا يبقى إلا القول إنه على مصر تغيير معادلات عديدة في المنطقة خلال الأشهر المقبلة -ليبيا مثلا - في إطار المباراة الدائرة معنا وحولنا !
وإلى حديث آخر!