رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «واشنطن بوست» تكشف ضغوط المخابرات الأمريكية لإجبار مبارك على التنحي.. «سي آي آيه» يعترف بالإخفاق في التنبؤ بالربيع العربي.. وتؤكد: ثورات الشرق الأوسط هدية للمتطرف


أكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن مسئول سابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أصدر كتابًا جديدًا تحت عنوان "الحرب العظمى في وقتنا"، كشف فيه تفاصيل جديدة بشأن إخفاقات للمخابرات الأمريكية، فيما يتعلق بتنظيم القاعدة وثورة 25 يناير في مصر.


تقييم القاعدة
وأوضحت الصحيفة إن مايكل موريل، وهو نائب مدير الوكالة سابقًا، كشف أن أجهزة المخابرات الأمريكية أخطأت في تقدير إمكانيات القاعدة في استغلال الاضطرابات السياسية التي صاحبت ثورات الربيع العربي في منطقة الشرق الأوسط لاكتساب قوة في المنطقة.

وأشارت الصحيفة إلى أن تنظيم القاعدة سعى للاستفادة من الاضطرابات السياسية في منطقة الشرق الأوسط، ويستعيد قوته في جميع أنحاء المنطقة بعد مقتل زعيمه السابق أسامة بن لادن، وفقًا لكتاب جديد لنائب مدير وكالة المخابرات المركزية السابق.

فشل المخابرات الأمريكية
وأشارت الصحيفة إلى أن كبار المسئولين في المخابرات الأمريكية السابقين اعترفوا بفشلهم في التوقع بحركة الربيع العربي التي أطاحت بحكومات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ولفتت الصحيفة إلى حصولها على نسخة من كتاب مايكل موريل، نائب المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، قبل نشره في السوق ويشير إلى أن وكالة المخابرات المركزية لم تتوقع تفاقم تلك الأخطاء مع التقييمات المتفائلة بأن الاضطرابات من شأنه أن يكون مدمرًا لتنظيم القاعدة.

هدية للمتطرفين
وأضافت الصحيفة إن موريل كتب "أن الربيع العربي كان بمثابة هدية للمتطرفين الإسلاميين في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومن منظور مكافحة الإرهاب تحول الربيع العربي إلى شتاء".

ورأت الصحيفة إن كتاب موريل يعد اعترافًا من قبل مسئول أمريكي كان بالمخابرات المركزية ويقيم أداء وكالة المخابرات المركزية الذي كان متفائلاً بالربيع العربي وأثبت التقييم الخاطئ لثورات الربيع العربي التي أتيحت الفرصة للمتطرفين.

ويشير الكتاب إلى أنه بعد 4 سنوات من اجتياح الثورات تونس ومصر وليبيا وسوريا، كسب تنظيم القاعدة في هذه البلدان موطئ قدم ومن المتوقع أن يستغل المتطرفون الصراعات في المنطقة لعشرات السنين المقبلة.

ونوهت الصحيفة إلى أن وكالة المخابرات المركزية رفضت التعليق على الانتقادات في كتاب موريل، ولكن أكد المسئولون أن الأحداث تحولت بسرعة على غير ما توقعته المخابرات الأمريكية.

مكافحة الإرهاب
كما أن كتاب موريل يتتبع 3 عقود مهنية في وكالة المخابرات المركزية ويركز بشكل كبير على مهمات مكافحة الإرهاب والتداعيات السياسية التي تلت أحداث 11 سبتمبر.

ولفتت الصحيفة إلى أن موريل يدافع عن استخدام وكالة المخابرات المركزية، التدابير الوحشية في استجواب المتهمين بالإرهاب على الرغم من أن مجلس الشيوخ لم يجد دليلاً على استخدام وكالة المخابرات الإيهام بالغرق وغيرها من الأساليب القاسية في الاستجواب ولكن كتاب موريل يعد اعترافًا لاستخدام المخابرات الأمريكية للتعذيب الوحشي ضد المتهمين.

ويتطرق الكتاب أيضًا إلى مواضيع تسريبات وكيل المخابرات السابق إدوارد سنودن، والغارة على مجمع بن لادن في باكستان، واعتذار وزير الخارجية السابق كولن بأول لتقييم ما قبل الحرب الخاطئة لبرنامج الأسلحة النووية في العراق.

داعش والقاعدة
وقال موريل "إنه على الرغم من أن تنظيم داعش قطع علاقاته بتنظيم القاعدة إلا أنه يركز بشكل كبير على طموحات إقليمية في العراق وسوريا".

وأضاف موريل أن وكالة المخابرات الأمريكية فشلت في توقع الربيع العربي، ويرجع ذلك الفشل لخدمات التجسس التي تستخدمها الوكالة الأمريكية التي تتحول مع مرور الوقت للاعتماد على نظرائهم في حكومات الشرق الأوسط.

تنحي مبارك
وأشارت الصحيفة إلى أن الكتاب يقدم رؤية للربيع العربي وتفاصيل جديدة حول جهود الولايات المتحدة؛ لفشلها في التأثير في مصر وبلدان أخرى من خلال المحادثات عبر قنوات سرية.

وقال موريل في كتابه إنه عمل بنفسه كقناة اتصال بين إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وعمر سليمان، مدير المخابرات العامة في مصر في عهد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك.

وأضاف أن المناقشات تحركت بعد أن تلقى موريل اتصالاً من أحد مسئولي الـ"سي آي إيه" الذي أوضح له أن عمر سليمان يسعى للحصول على توجيهات من الولايات المتحدة للتعامل مع الموقف.

ورفض موريل الكشف عن اسم مسئول الـ"سي آي إيه" الذي أبلغه بذلك، أو رجل الأعمال الأمريكي الذي كان ينقل الرسائل إلى عمر سليمان.

عمر سليمان
وتأكدت الوكالة الأمريكية، بحسب كتاب موريل، من أن سليمان كان يسعى للحصول بالفعل على توجيهات من الولايات المتحدة بشأن كيفية النجاة بنظام مبارك من الثورة، وربما القيام بمناورة لخلافة مبارك، وذلك عن طريق قنوات اتصال كانت لديه، وكان يخفيها عن مبارك نفسه.

وأوضح موريل أنه استخدم ترتيبات ﻹيصال رسائل، بما في ذلك محاولة سليمان إقناع مبارك بإعلان تنحيه عن الحكم وتعيين مجلس انتقالي، وذلك كجزء من جهود اللحظات الأخيرة لتحقيق انتقال آمن للسلطة.

وأضاف أن الرسالة أعدها المستشار بالبيت الأبيض آنذاك دينيس ماكدوناف، وصدَّق عليها مسئولون آخرون من فريق الأمن القومي للرئيس أوباما، موضحًا أنه تلقى اتصالاً بعد ذلك وأبلغ فيه بأن عمر سليمان لم يعِ الرسالة وحسب، بل أقنع مبارك بتنفيذ مضمونها.

تمسك مبارك بالسلطة
وأشار موريل إلى أن مسئولي البيت الأبيض عندما شاهدوا خطاب مبارك الذي ألقاه في الأول من فبراير 2011، اتضح لهم أن مبارك سلك اتجاهًا مختلفًا عن الذي تحدث عنه سليمان.

وأضاف موريل أنه بدلاً من ذلك، حاول مبارك التشبث بالسلطة، لكنه بعد عشرة أيام، أجبر على التنحي، وهو القرار الذي أعلنه عمر سليمان وسط ضغوط من القيادة العسكرية.
الجريدة الرسمية