صحيفة إسبانية: الديموغرافيا سلاح داعش الجديد.. مكافأة مالية لجذب الأوربيين لأراضيهم.. إسبانيا تستخدم أموال الضرائب لمحاربة الإرهاب.. الانضمام للتنظيم مغامرة دخولها سهل والخروج منها مختلف تماما
كشفت صحيفة لافانجوارديا الإسبانية أن الديموغرافيا (علم السكان)، هي السلاح الجديد لتنظيم داعش، موضحة أنه ينصب الفخاخ لاجتذاب الأفراد والأسر الأوربية، للانضمام إليه في الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، من خلال تقديم رواتب شهرية لهم وعندما يأتوا يكتشفون الواقع المرير للتنظيم ولا يمكنهم الرجوع.
شراء مستوطنين
وأوضحت الصحيفة إن أحد أسباب نجاح داعش زيادة عدد السكان في المناطق التي يفرض سيطرته عليها في سوريا والعراق، إذ يقوم بشراء المستوطنين القادمين من مختلف أنحاء العالم، خاصة من أوربا، نقلًا عن تقارير استخباراتية من دول أوربية عدة، مثل المخابرات الإسبانية وإدارة الضرائب الوطنية في إسبانيا.
إستراتيجية ديموغرافية
وأشارت الصحيفة إلى أن الجهات الأمنية كشفت إستراتيجية داعش منذ شهر ديسمبر عام 2014، وتبين أن الانضمام إلى داعش مغامرة يسهل دخولها لكن الخروج منها مسألة مختلفة تمامًا.
وأضافت الصحيفة، أن المعطيات التي توفرت للمعنيين بمتابعة ظاهرة انتقال أشخاص وعائلات كاملة للحاق بداعش في سوريا، كشفت أن أحد أبرز أسبابها، ليس فقط القرب الإيديولوجي من التنظيم والرغبة في التطوع في صفوفه، بل وأيضًا العائد المالي المشجع الذي يعد حافزًا مغريًا في هذه الأوقات الاقتصادية الصعبة في أوربا.
مكافآت مالية
وأوضحت الصحيفة أن الدوائر المعنية، توصلت إلى أن المكافآت المالية المرتفعة تمثل أحد أبرز مراحل استقطاب المنضمين بداعش القادمين من أوربا، على عكس باقي الجنسيات، والعائد المالي يرتفع لمستويات مثيرة من أجل تحقيق هدف داعش لتوسيع التنظيم الذي لا يكتفي بالمقاتلين، ويسعي لتحقيق أهدافه، بحقيقة ديموجرافية على الأرض التي يسيطر عليها، وتخطيطه للاستيلاء على أراضٍ جديدة.
وأكدت الصحيفة أن هذه السياسة الشاذة التي يتحرك التنظيم على أساسها، بتوظيف الديموغرافيا، هي في الواقع أحد المجالات الأكثر دلالة على تميز داعش عن غيره من التنظيمات الإرهابية، قديمًا وحديثًا، وسابقة لم يفكر فيها أي تنظيم مماثل في المنطقة أو خارجها.
نساء من كل الأعمار
ونوهت الصحيفة إلى أن داعش لا تعمل فقط على جذب الرجال، وأنما أيضا النساء من كافة الأعمار وبعض النساء أنضمت لهم ومعهن أطفالهن والكثير منهن مطلقات ويقومون بإغرائهن بأنهن سيعشن حياة الأميرات.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات الإسبانية توظف اليوم مصالح الضرائب لدعم جهود مكافحة الإرهاب، وذلك بملاحقة الذين يفكرون في السفر إلى سوريا أو يمولونه، بتهمة التهرب من التصريح بهذه المبالغ التي تصل إلى مستويات كبيرة في أحيان كثيرة.
ضرائب ضد الإرهاب
ولفتت الصحيفة إلى أن الأشخاص الذين يعودون إلى وطنهم -وهم قلة-، يجدون أنفسهم تحت طائلة القانون وملاحقة الضرائب، وصرحت سلطة الضرائب الإسبانية، أن السلطات تسعى لاستغلال هذا المعطي، والتعاون مع دوائر مكافحة الإرهاب، مقابل وقف الملاحقة الضريبية، بما أن المواطنين الإسبانيين العائدين بلاد داعش، خرقوا القانون الضريبي الصارم في إسبانيا، وأهملوا التصريح بممتلكاتهم قبل السفر، وأثناء إقامتهم في أرض داعش، وما ملكوه فيها أو حققوه من مكاسب، وما حولوه إلى بلادهم لاستقطاب عناصر جديدة، أو حول لفائدتهم أثناء رحلاتهم من إسبانيا.
وأضافت الصحيفة، أنه على الرغم من تواضع عدد العائدين إلى الوطن، فإن هذا السلاح الجديد يعد أحدث الوسائل الموظفة في أوربا لضرب داعش، لافتة إلى قلة العدد لا تعني اقتناع المسافرين بضرورة البقاء في أرض داعش، بل على العكس من ذلك، فعدد الذين يسعون للإفلات من فخ داعش في تزايد.