رئيس التحرير
عصام كامل

عاصفة الحزم تفتح ملف أشهر جريمة سياسية في اليمن.. الصراع يكشف المتهم في اغتيال الرئيس الأسبق إبراهيم الحمدي.. جهاز مخابرات يؤكد تورط علي صالح.. المراجع التاريخية تشير إلى الإخوان.. وعدن اللغز والحل


كشفت مصادر يمنية مقربة من الرئيس السابق علي عبد الله صالح، أنه تلقى تهديدا من قبل أحد أجهزة المخابرات بالمنطقة بالكشف عن دوره في إغتيال الرئيس الأسبق إبراهيم الحمدي.

وقالت المصادر، إن جهاز المخابرات الخليجي، هدد بكشف "أسرار أشهر جريمة سياسية عرفتها اليمن في 11 أكتوبر1977، وهي اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي والمتورط فيها صالح، والرئيس أحمد الغشمي الذي تولى الحكم عقب تصفية الحمدي، في عملية غامضة لا تزال تفاصيلها مخفية حتى اللحظة".

وقائع الاغتيال
وأضافت المصادر أن "صالح بكشف وقائع اغتيال الرئيس اليمني إبراهيم الحمدي، الذي حكم اليمن ما بين (1974- 1977)، حال استمر في دعم ميليشيات الحوثي التي قامت بالانقلاب على الرئيس الحالى عبدربه منصور هادي، وتنفذ مشروعًا إيرانيًّا بالداخل اليمنى".

وأضافت المصادر القريبة من صالح أن "مسئول الملف اليمني في جهاز المخابرات العربي، والذي شغل ملحقا عسكريا لبلاده لدى صنعاء خلال فترة السبعينيات، اتصل بعلي صالح، وأبلغه استعداد سلطات بلاده لنشر تفاصيل ملف اغتيال الحمدي، والتي تثبت ضلوعه بالصور في الجريمة، التي هزت البلاد حينها".

تفاصيل الجريمة
ويتخوف علي صالح من كشف تفاصيل جريمة اغتيال الرئيس الحمدي، الذي يثني عليه اليمنيون حتى الآن، والذي يتهم بالتورط في هذه الجريمة، رغم نفيه تلك الاتهامات.

وتولى رئيس اليمن المخلوع صالح الحكم بعد عامين من مقتل الحمدي ثالث رئيس لليمن، وشقيقه عبد الله الحمدي قائد قوات العمالقة، تلته عملية تصفية للرئيس أحمد الغشمي، والمتهم بالتنسيق والتخطيط لاغتيال الرئيس الحمدي في منزله- أي منزل الغشمي- بالعاصمة صنعاء، بالاشتراك مع على عبد الله صالح الذي حكم اليمن 33 عاما.

إبراهيم بن محمد الحمدي السريحي (1943– 11 أكتوبر 1977)، كان رئيس الجمهورية العربية اليمنية من 13 يونيو 1974 حتى 11 أكتوبر 1977 تم اغتياله هو وأخاه عبد الله في ظروف غامضة لم يبت فيها.
ولد عام 1943 في قعطبة التي كانت تُعتبر جزءًا من إب حينها وأصوله من منطقة ريدة في عمران فهو سريحي من خولان وينحدر من أسرة معروفة في الأوساط الدينية الزيدية، كان والده محمد بن صالح بن مُسلَّم الحمدي قاضيا في ثلاء وذمار.

تعلم في كلية الطيران، ولم يكمل دراسته وعمل مع والده القاضي في محكمة ذمار في عهد الإمام أحمد حميد الدين، وأصبح في عهد الرئيس عبد الله السلال قائدًا لقوات الصاعقة، ثم مسؤولًا عن المقاطعات الغربية والشرقية والوسطى، في عام 1972 أصبح نائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية، ثم عين في منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة.

في 13 يونيو 1974، قاد المقدم إبراهيم الحمدي انقلابا أبيض سمي بـ"حركة 13 يونيو التصحيحية" لينهي حكم الرئيس القاضي عبد الرحمن الأرياني الذي كان يُنظر لإدارته بأنها ضعيفة وغير فعالة، وصعد المقدم الحمدي للحكم برئاسة مجلس عسكري لقيادة البلاد.

توقيت غامض
اغتيال الرئيس الأسبق تم في ليلة 11 أكتوبر 1977 قبل يومين من موعد زيارته إلى عدن التي كانت ستكون الأولى من نوعها لرئيس من اليمن الشمالي. 
وبحسب الموسوعة الحرة، يعزى اغتياله إلى الصراع مع القوى القبلية التي أقصاها عن السلطة وإلى معارضة هذه القوى وحلفائها الإقليميين لخطواته المتسارعة تجاه الوحدة مع الجنوب.
وحتى الكشف عن المعلومات التي تزعم تورط "صالح" في اغتياله، عرف أن العملية دبرت بعد فترة شد وجذب طويلة بين الحمدي وعبد الله بن حسين الأحمر، مؤسس حزب التجمع اليمني للإصلاح– الذراع السياسية لجماعة الإخوان، ولم تُجرَ أي تحقيقات للكشف عن الفاعلين ودُفن إبراهيم في مقبرة الشهداء بالعاصمة اليمنية صنعاء.
الجريدة الرسمية