رئيس التحرير
عصام كامل

«محجبات ناجحات حول العالم».. داليا مجاهد أول محجبة تدخل المجلس الاستشارى الأمريكى للأديان.. «التمتامي» واحدة من أشهر أساتذة الوراثة البشرية.. وكاتبة أمريكية: "الحجاب أفضل كثيرًا من


لم يقف الحجاب يومًا عائقًا أمام كثير من المسلمات في تحقيق نجاح وضعهن في الصفوف الأولى عالميًا، والتاريخ حافل بنماذج كثيرة حققت تقدمًا منقطع النظير، بل في العصر الحالى اعتمدن على مناخ الحرية في بعض الدول الغربية الذي يؤمن بأن الحجاب لا يحجب روح فكرهن وإبداعهن، ووضعن أقدامهن على أرضيات راسخة.

اللافت للنظر أن قائمة هذه النماذج تشمل من عملن في قطاعات صعبة كـ«الطاقة النووية، قيادة الشاحنات، ورش تصليح السيارات، الأعمال والمبيعات»، كما أن هناك سيدات لبسن الحجاب وسط الملاعب الرياضية، وحلبات الملاكمة، فكان مثيرًا رؤية فتيات محجبات يلعبن التايكوندو أو الملاكمة، ولم يعقهن حجابهن عن تمثيل أوطانهن.

التاريخ الإسلامى يشهد
«نسيبة بنت كعب الأنصارية» واحدة من أعظم نساء التاريخ الإسلامي، بداية من كونها من المسلمات اللائى بايعن رسول الله وشاركت في نشر الدعوة والغزوات لتسقى الجرحى، وواحدة من اللاتى شهدن معركة أحد، ومن العشرة الذين تولوا حماية الرسول صلى الله عليه وسلم.
وهناك الشفاء بنت عبد الله القرشية، التي تمثل المرأة المثقفة المتعلمة، أسلمت مبكرًا وكانت من الأوائل، وقدمت نموذجًا للشجاعة بعد أن بايعت الرسول (الكريم) في وقت كانت البيعة مصدر شقاء واضطهاد، وكانت تأتى إلى نبى الله محمد (النبي) لتسأله، وتتناقش معه حول أمور كثيرة، وكان النبى يُدهش لسعة معارفها وعمق اهتمامها وفطنتها وإدراكها للأمور.
ونتيجة لاحتكاكها بالنبى، واستمرار طرح الأسئلة والحصول على إجابات، صارت راوية صادقة للحديث النبوى فقد اختزنت ذاكرتها الكثير من أحاديث النبى وقدمتها للناس، كان لها دور في تعليم النساء القراءة والكتابة فقد كانت طبيبة ومعلمة.

«نوشين يوسف»
أما «نوشين يوسف – 26 عامًا»، فهى خبيرة في فن التايكوندو، وهى أمريكية (هندية الأصل) حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الدينية من جامعة بوسطن، وتمارس فن قتال التايكوندو.
تقول نوشين: «إن الانضباط الذي تعلمته في التايكوندو ساعدنى على التركيز أكثر في التدريب الروحانى الذي أسهم بدوره في جعل أدائى أفضل في فنون القتال، وعلمنى التايكوندو أيضًا أن الصلوات اليومية تُعد تأملا حقيقيًا يرتكز على علاقتى بربي».

«داليا مجاهد»
باحثة مسلمة أمريكية «من أصول مصرية»، نجحت في دخول المجلس الاستشارى الخاص بالأديان في البيت الأبيض والمكون من 25 ممثلا لعدة طوائف وشخصيات علمانية لتكون بذلك أول مسلمة محجبة تشغل منصبًا من هذا النوع في البيت الأبيض، وتتركز مهمتها الأساسية بإطلاع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما على أسلوب تفكير المسلمين.. ببساطة هي «داليا مجاهد».
ترأست «داليا مجاهد» مركز جالوب للدراسات الإسلامية، الذي يجرى أبحاثًا وإحصاءات تتعلق بالمسلمين في جميع أنحاء العالم، كما تظهر دراساتها في صحف ودوريات بارزة مثل «وول ستريت جورنال» و«هارفارد إنترناشونال ريفيو»، إضافة إلى حصولها على شهادة في إدارة الأعمال والهندسة الكيميائية.
و«داليا» تمكنت من إصدار كتاب مميز يحمل عنوان «من الذي يتكلم نيابة عن الإسلام؟.. ما يفكر به مليار مسلم»، والذي استغرق 6 سنوات من البحث قبل أن يرى النور.

«كلثوم عبد الله»
لاعبة أمريكية مسلمة حفرت اسمها بأحرف من نور، رغم عدم حصولها على ميدالية ذهبية بعد أن نجحت في الحصول على استثناء من أنظمة الاتحاد الدولى لرفع الأثقال، والذي ينص على ضرورة ظهور اللاعبات بلباس ينحسر عن الركبتين والمرفقين في خوض التصفيات المؤهلة إلى أوليمبياد لندن 2012.
وسمح لـ«كلثوم - 35 عامًا» بالمشاركة في التصفيات الأمريكية وهى مرتدية حجابها وكانت تنتظر الرباعة المسلمة قرار الاتحاد الدولى لرفع الأثقال الذي يسمح لها بالمشاركة في المنافسات التي ينظمها مرتدية لباسها الإسلامي، الذي يغطى كامل جسدها، باستثناء الوجه والكفين.
وتحمل كلثوم شهادات عليا في هندسة الكمبيوتر والكهرباء، وتمارس حمل الأثقال كهواية مفضلة لها، وبوسعها حمل 111 كيلو جرامًا، كما يسعها حمل 47.5 كيلو جراما في رفعة الخطف.
وتمنت كلثوم أن تكون الرياضة مثالا «تظهر للمجتمع كيفية سد الهوة بين جميع أطيافه، وتخلق حالة من التسامح الديني»، وسبق أن قالت إنها على استعداد لتقديم كل ما يلزم من أجل تسهيل صدور قرار يسمح لها بالمنافسة، وهى ترتدى الزى الذي ترغب فيه، ومن بين ذلك السماح للحكام بالتأكد من أنها لم تضع ما تحت ملابسها ما يساعدها خلال المسابقة، بما في ذلك ارتداء كمين ضيقين.

«مريم براكش»
ملاكمة مقيمة في مدينة أتلانتا الأمريكية، وحائزة على لقب «بطلة الوزن المتوسط» السابق لمنظمة الملاكمة العالمية، إضافة إلى كونها مدربة ملاكمة معروفة.
تقول «براكش»: «كلفنى ارتداء الحجاب في أمريكا عملى لكنه في المقابل وفّر لى فرص عمل أفضل تتعلق بممارسة الرياضات التي هي شغفى الأكبر في الحياة.. ما زلت أعمل على تطهير روحى من خلال اتباع النهج الصحيح وتجنب ارتكاب أخطاء بقدر ما أستطيع».

«سامية التمتامي»
أستاذ الوراثة البشرية، حصلت على جائزة الدولة التقديرية عام 2001، وأسست مدرسة علمية تضم 73 متخصصًا، منهم أساتذة مساعدون وباحثون في تخصصات الوراثة البشرية المختلفة، وكانت أول سيدة مصرية وعربية تحصل على الدكتوراه في علم الوراثة من جامعة جوكز هوبكنز.
كما أشرفت على 50 رسالة ماجستير، و45 رسالة دكتوراه، ولها 70 بحثًا علميًا منشورًا، وتوصلت من خلال البحث إلى طريقة للاكتشاف المبكر للتخلف العقلى بأخذ عينة من اللثة، ولها مؤلفات عالمية يتم طبعها دوريًا.
«التمتامي» صاحبة موقف من قضايا طبية وفقهية، فهى ضد استخدام الهندسة الوراثية في تحديد نوع الجنين، وتعتبر التدخل قبل إخصاب البويضة غير أخلاقى لأن الهدف سيكون غالبًا بهدف إنجاب الذكور.

«فايزة مسعود»
لم يعق الحجاب د. فايزة مسعود من الوصول إلى رئاسة واحدة من أخطر الهيئات في مصر، بعد أن أصبحت أول سيدة ترأس هيئة الطاقة الذرية.
كانت أول فتاة تلتحق بهذا القسم، وهى واحدة من العالمات التي حفرت اسمها دوليًا، ولها أبحاث كثيرة في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.

«زيجريد هونكة»
أما الدكتورة والعالمة الألمانية زيجريد هونكة صاحبة الكتاب الشهير (شمس العرب تسطع على الغرب) الذي بينت فيه أمجاد العرب والمسلمين وفضل حضارتهم على النهضة الغربية، وحين سُئلت في أحد المؤتمرات الإسلامية عن نصيحتها للمرأة المسلمة التي تريد خلع الحجاب، أجابت: «لا ينبغى لها أن تتخذ المرأة الأوربية أو الأمريكية قدوة تحتذيها، لأنها بذلك تفقد نفسها مقومات شخصيتها».
وأضافت «هونكة» في إجابتها: «إنما ينبغى لها أن تتمسك بهدى الإسلام الأصيل، وأن تسلك سبيل السابقات من السلف الصالح، وأن تلتمس لديهن المعايير والقيم وتكييفها مع متطلبات العصر، وأن تضع نصب عينيها رسالتها الخطيرة في كونها أم جيل الغد العربي».

«هيليسان ستانسبري»
الكاتبة الأمريكية هيليسان ستانسبري، وهى صحفية متجولة ولها مقال يومى يقرؤه الملايين، قضت في إحدى العواصم العربية عددًا من الأسابيع، فلما عادت إلى بلادها قالت إن المجتمع العربى كامل وسليم.
بل طالبت هذا المجتمع بأن يتمسك بتقاليده التي تقيد الفتاة والشاب في حدود المعقول، فعندكم أخلاق موروثة تحتم تقييد المرأة، وتحتم احترام الأم والأب، وتحتم أكثر من ذلك هدم الإباحية الغربية التي تهدم اليوم المجتمع والأسرة في أوربا وأمريكا.
ووجهت رسالة قائلة: «امنعوا الاختلاط، وقيدوا حرية الفتاة، بل ارجعوا إلى عصر الحجاب.. فهذا خير لكم من إباحية وانطلاق ومجون أوربا وأمريكا».

كل هذه نجاحات حققها محجبات في دول غربية فماذا حقق الشوباشي وأشباهه من الداعين إلى مليونية خلع الحجاب في ميدان التحرير.
الجريدة الرسمية