رئيس التحرير
عصام كامل

الخدعة الكبرى: أصوليات أم حكومات ؟!


يقتل القتيل ثم يتقدم جنازته ويجلس في الصف الأول ليتقبل العزاء، يسرق ثم يقود فريق البحث الجنائي ويعلن عن جائزة كبرى لمن يساعد في إعادة المسروقات، وأخيرا يعلن عن قبول التبرعات لبناء (بيت من بيوت الله؟!) بينما هو استلم تكاليف البناء مضافا إليها أتعابه والمهم إقناع الجماهير أن مسجد الضرار بني بجهدهم وعرقهم (يا أخي!!!)


الأخطر والأسوأ من كل هذا أنهم أقنعونا أن الجماعات الإرهابية عدو مشترك وأنهم يحاربون التطرف المسمى بالأصولية بينما يقول الواقع إن هذه الإجراميات هي فروع تابعة لهم!!

يمكننا أن نصدق ما يصعب تصديقه وهو أن مساجد الضرار التي غصت بها الأرض بنيت من تلك القروش التي يضعها عابرو السبيل في تلك الصناديق وسنحاول أيضا أن نصدق ما يستحيل تصديقه من أن داعش يمول نفسه بنفسه من بيع النفط المسروق إلا أنه ليس بوسعنا أن نصدق أن داعش والنصرة بوسعهما أن يسهلا لعشرات الآلاف من أتباعهما المرور الطليق عبر مطارات العالم دون أن يسألهم أحد إلى أين أنتم ذاهبون "يا إخوان"!!

قبل بضعة أشهر قام أردوغان بمنع العبد لله من امتطاء صهوة طيرانه نحو النجف الأشرف متذرعا بأسباب واهية ومختلقة ورغم ذلك يطل علينا هذا البهلوان ملقيا باللوم على أجهزة الأمن الأوربية التي لا تمنع من المنبع وصول الدواعش إلى مملكته!!
ثم يقولون إنهم يحاربون الأصولية والتطرف والإرهاب وغير ذلك من الشعارات والعناوين عديمة المعنى والقيمة.

لو صدقنا أن داعش يمول نفسه من صناديق التبرعات، فمن أين يشتري صواريخ التاو واللاو والستريلا؟! سيرد عليك إعلام الدولار: يشتريها من (كارفور) وسيرد آخر أكثر نباهة ويقول عبر الإنترنت وبطاقات الائتمان وربما ديليفري من كنتاكي!!

جل ما نتمناه أن يكف هؤلاء عن الاستخفاف بنا وإهانة عقولنا وكل ما نتمناه من رجال الكلمة أن يقولوا ولو كلمة حق واحدة تشفع لهم أمام الله عز وجل يوم الهول الأكبر عله يعفو عنا وعنهم وأن يجنبنا ويجنبهم نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذَب وكذّب وتولى!!
الجريدة الرسمية