شيوخ آخر زمن
ابتسم الشيخ الداعية محمود المصري ابتسامة تتسع لنا جميعًا، ثم قال لمريديه الذين يجلسون مندهشين له: الدعوة للإسلام فن، أنا أعرف داعية ابتكر طريقة عظيمة للدعوة للإسلام، فقد جاء له رجل من غير المسلمين وقال له إنني أريد أن أسلم، ولكنني في ذات الوقت أحب الخمر، وقد عرفتُ أن الإسلام يضع عقوبة جلد على الذي يشرب الخمر، وهذا الأمر هو الذي يقف حائلًا بيني وبين الإسلام.
سكت الشيخ الداعية برهة، وهو يتفرس في وجوه المستمعين، فبعد قليل سيفجر لهم مفاجأة فعلها صديقه الداعية المبتكر، وهو يستعد لإلقاء هذه المفاجأة بكل ما أوتي من بلاغة وزلاقة لسان، فحكايته التي يرويها فريدة من نوعها، وهو كداعية احتل مكانة مرموقة بين دعاة هذا العصر، إلا أنه لم يبلغ بعد المكانة العليا، وبحكاياته الطريفة هذه سيبلغ آفاق الدعوة، اعتدل الشيخ في جلسته ورسم على وجهه دهشة مغموسة في ابتسامة عريضة ثم قال: أخونا الداعية فكر فيما قاله الرجل الذي يريد الإسلام ويحب الخمر، وكان يجب عليه أن يرد بسرعة، فأجاب: من قال لك إن الإسلام يضع عقوبة جلد لشارب الخمر؟! فرد الرجل المقبل على الإسلام: سمعت شيوخًا يقولون ذلك، فرد أخونا الداعية: لا هذا الكلام غير صحيح، فليس في القرآن حد لشارب الخمر.
استمر الشيخ في حكايته الطريفة قائلا: وما أن سمع الرجل المقبل على الإسلام كلام أخينا الداعية إلا وقد نطق بالشهادة، فأسلم، وبعد أن أسلم قال له أخونا الداعية: الإسلام قرر عقوبة الجلد لشارب الخمر، فإن شربت أقمنا عليك الحد، فقال الرجل الذي أسلم منذ لحظات: إذن سأترك الإسلام، فقال له أخونا الداعية: "لا يا عم الحاج، هوَ دخول الحمام زي خروجه" إذا تركت الإسلام فأنت مرتد وليس لك إلا القتل!
ضحك الشيخ الداعية وهو يروي حكايته، وارتفعت ضحكات المريدين وهم يبدون إعجابهم بذكاء الداعية الذي استطاع أن يضيف للإسلام مسلمًا، وجعل من "الإسلام" حمَّاما، الدخول فيه ليس كالخروج منه، ولا ضير إن خدعنا هذا الرجل ليدخل الإسلام، فعن قريب إن استمر مسلمًا فسيتم تكفيره حتمًا.