رئيس التحرير
عصام كامل

حتى أنت يا أردوغان؟!


اعتدنا على سماع تصريحات المتحدثة باسم وزراء الخارجية الأمريكية كلما صدر حكم قضائي يدين جماعة الإخوان على ما ارتكبته من جرائم في حق مصر والمصريين، والحجة التي تقدم دائما هي الدفاع عن حقوق الإنسان.. باعتبار أن أمريكا هي المسئولة عن حماية حقوق الإنسان في العالم !!، بما يخول لها التدخل السافر في الشئون الداخلية لمصر والتشكيك في أحكام القضاء.. ووقف قوانينها.


واعتدنا في كل مرة على أن يصدر الرد المصري الرافض للتدخل الأمريكي في الشئون الداخلية لمصر.. وأن القضاء المصري الشامخ يحظى باحترام وتقدير العالم أجمع، بغض النظر عن أن الضمير الأمريكي لم يتحرك لإدانة جرائم الجماعة التي ترتكب ضد حقوق الإنسان المصري، من حرق للمساجد والكنائس وقتل المواطنين الآمنين والعنف الذي يجري داخل الجامعات.. والقنابل التي تزرع في مختلف المحافظات، وتدمير أبراج الكهرباء........ و.......... و......... وكل تلك الجرائم لم تعلق عليها أمريكا التي اعتبرت الإخوان فصيلا وطنيا معارضا يمارس حقه الطبيعي في معارضة النظام القائم.

تتخذ أمريكا موقفها المساند للجماعة الإرهابية تحت غطاء الدفاع عن حقوق الإنسان.. ويجد هذا الموقف مساندة من الشعوب الأوربية التي لا ترى أن أمريكا ليست أفضل من يدافع عن الديمقراطية وأنها ارتكبت عشرات الجرائم ضد شعوب العالم بحجة الدفاع عن حقوق الإنسان.

لكن عندما تصدر تركيا أردوغان بيانات تعبر عن انزعاجها من صدور حكم قضائي يدين مرسي وجماعته.. بحجة أن مصر تنتهك حقوق الإنسان، فلا أعتقد أن أحدا سيأخذ تلك الادعاءات على محمل الجد، خاصة عندما تصدر من تركيا أردوغان التي لم تراع توفير تلك الحقوق لمواطنيها.. ومازال العالم يتذكر المواجهات الدموية بين الشرطة والمعارضة في الميادين التركية والتي تم نقلها عبر الفضائيات وكشف حقيقة نظام أردوعان الذي يواجه بانتقادات عديدة المعارضين، وأجمعت تلك التقارير على أن تركيا من أكبر الدول التي تعادي حرية الرأي وتقمع المعارضة.

وبينما تحتفل أرمينيا بالذكرى المئوية لما ارتكبته تركيا من جرائم إبادة للأرمن في الحرب العالمية الأولى، ويطالب الأرمن المنظمات العالمية بالضغط على أردوغان لكي يعترف بما ارتكبه أسلافه من إبادة جماعية للأرمن، يصر أردوغان على النفي وأن ما جرى للأرمن في ٢٤ أبريل ١٩١٥ لم يكن إبادة جماعية، رغم أن ضحاياهم أكثر من مليون ونصف المليون أرمني.

هذا هو أردوغان الذي يزيف الحقائق التاريخية التي لم يعد بمقدور أحد أن ينكرها، بل ولا يتوقف عن السعي لإعادة الإمبراطورية العثمانية من جديد، ويحمل ثورة يونيو مسئولية القضاء على مشروعه الذي كاد يتحقق في زمن الإخوان.. ما يفسر محاولاته للمرة الرابعة لتجميد عضوية مصر في البرلمان الدولي.. وقد فشلت أيضا.
وعندما يهاجم أردوغان مصر بدعوى انتهاك حقوق الإنسان.. نقول «أين حمرة الخجل!».
الجريدة الرسمية