صالح عبد الحي.. أول مطرب يغني بالإذاعة
شب صالح عبد الحي، منذ طفولته على حب الغناء والعزف الذي تعلمه على يد خاله، عانى كثيرا من أجل تلبية حبه ورغبته في العمل بالغناء، تتلمذ على يد عبده الحامولى وقام بالغناء بين الفصول في مسرحيات على الكسار ومنيرة المهدية، وحين اختلفت منيرة المهدية مع محمد عبد الوهاب أثناء تمثيله دور "أنطونيو" في مسرحية "كليوباترا" فاختارته لأداء الدور بدلا منه.
تعرف على مجموعة فنية تطلق على نفسها اسم "الصهبجية" وهم صحبة كانت تحيى حفلاتها الفنية ليلة الجمعة من كل أسبوع، وأفرادها من الذين يعملون في مهن أخرى طوال أيام الأسبوع فمنهم الترزى والمكوجى والحدادد والنجار والخضرى.
أصبح بعد شهرته في الغناء أغلى مطرب في العشرينات والثلاثينات حيث كان يتقاضى 300 جنيه في اليلة الغنائية، وحين غنى في حضرة الزعيم سعد زغلول تقاضى منه مبلغ 100 جنيه ذهبا.
عاش صالح عبد الحي، حياة الأمراء والملوك، وكان صديقا للملك فؤاد في سهراته، وسكن قصرا على النيل ويعمل لديه خمسة من الخدم وكان له حراس في جولاته ويسير في عربة تجرها الخيول.. لزوم الأبهة، مثل في السينما مرتين الأولى بالغناء في فيلم "عاصفة على الريف" إخراج أحمد بدرخان، ثم قام بالتمثيل والغناء في فيلم "البؤساء" إخراج كمال سليم.
عاش عازبا بدون زواج لفضيله الغناء، وكان أول مطرب يغنى في الإذاعة عند افتتاحها عام 1934 وقدم أغانيه على مدى خمسين عاما حتى رحل في 3مايو 1962.
لم يستطع التليفزيون تسجيل أغانيه لمرضه سوى أغنية واحدة هي "ليه يابنفسج بتبكى.. وأنت زهر حزين"، من كلمات بيرم التونسى وتلحين رياض السنباطى.