رئيس التحرير
عصام كامل

مثقفون ينعون صاحب مقهى «ريش».. «الغيطاني»: له فضل علينا بعد توقف ندوات «الأوبرا».. «عبدالمجيد»: أجمل شخصية تعاملت معها والمقهى له دور عظيم في ثورة 19.. و«ز


«يعيش المثقف على مقهى ريش.. محفلط مزفلط كتير الكلام.. عديم الممارسة عدو الزحام.. وكام اصطلاح يفبرك حلول المشاكل أوام».. بهذه الكلمات وصف الشاعر أحمد فؤاد نجم،«زبون» مقهى ريش، الذي نال شهرة واسعة - منذ زمن بعيد، إذ كان يواجه «كراكون» قصر النيل، ويرتاده مراسلو الصحف الكبرى لتغطية أحداث الحرب العالمية الأولى وإرسالها بـ«التليجراف» للصحف العالمية التي يراسلونها.


وفاة صاحب ريش
 
وتتصدر مقهي «ريش» الكائنة بشارع طلعت حرب هذه المساحة، بعد أن فقد الوسط الصحفي والأدبي، صاحب المقهى الشهير، مجدى عبد المالك ميخائيل، والشهير بـ"مجدى ريش"، الذي وافته المنية صباح أمس السبت، بعد صراع طويل مع المرض، حيث نقل مؤخرا إلى أحد المستشفيات وتم حجزه فيه لمدة ١٠ أيام، ليتوفى بغرفة العناية المركزة.

خبر صادم

وقال الكاتب الكبير جمال الغيطاني، إن خبر وفاة مجدي ميخائيل، صاحب مقهي «ريش»، جاء صادما بالنسبة له، موضحًا أنه لم يكن يعلم خبر وفاته رغم شهرته الكبيرة بين المثقفين.

وأضاف لـ"فيتو" أن مقهى «ريش» له فضل كبير على كل المثقفين المترددين عليه، مؤكدًا أن المقهى كان الملتقى الأساسي للمثقفين، عقب توقف ندوات الأوبرا.

جيل الستينيات

وأشار إلى أن مثقفي جيل الستينيات تعرفوا على بعضهم من خلال مقهى "ريش"، موضحًا أنه كان مركزا ثقافيا، وأسعاره رخيصة بالنسبة للمثقفين في هذا الوقت، وذكر أحد المواقف الطريفة قائلًا: «كان فيه جرسون اسمه فلفل كل المثقفين كانوا بياخدوا منه المشاريب شكك».

اختلف عن الماضي

ومن جانبه انتقد الشاعر زين العابدين فؤاد، الخدمات المقدمة مقهى "ريش"، وبعده عن دوره الثقافي، وقال "الذي نشاهده حاليًا داخل المقهى، يختلف في رونقه عما مضى حيث كان يذهب إليه المثقفون وعلى رأسهم نجيب محفوظ".

وأوضح أن المقهى، وضع نفسه في عزلة عن المشهد الثقافي بسبب أسعاره التي ارتفعت مؤخرًا، إلى جانب اللوائح التي فرضها على زبائنه، حيث يفرض على الشخص أن يطلب طعامًا حتى يتسنى له الجلوس في المقهى ليتحول من مقهى شعبي وثقافي إلى مطعم.

واشار فؤاد إلى أن "ريش" كان له الكثير من الرواد العظام، ووفاة صاحب المقهى، تعد خسارة كبيرة للتراث الثقافي في مصر، لافتا إلى أن مقهى "زهرة البستان" المجاور لـ"ريش" أصبح وجهة المثقفين الحالية بسبب أسعاره المناسبة.

ثورة 1919

ومن جانبه عبر الروائى إبراهيم عبد المجيد، عن حزنه لوفاة صاحب مقهي "ريش"، وقال إنه أحد رواد مقهى ريش منذ عام 1972، موضحا أن المقهى بمثابة المركز الثقافي والحضاري لكل التيارات الأدبية الحديثة التي دعت إلى التمرد والثورات، وله تاريخ مشهود في ثورة 1919.

وأضاف أن مجدى ميخائيل صاحب مقهي "ريش"، كان من أجمل الشخصيات التي تعامل معها، وأهم ما يميزه نقاء قلبه وثقافته، مؤكدا أن خبر وفاته كان مؤلما بالنسبة له.
الجريدة الرسمية