رئيس التحرير
عصام كامل

مؤامرة إيرانية لتسهيل سقوط الأنبار بيد "داعش" لتهديد حدود السعودية


كشف قيادي بارز في اتحاد القوى العراقية، أكبر تكتل سياسي سني في البرلمان، لـ"السياسة" أمس، عن وجود مؤامرة إيرانية لتسهيل سقوط مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار، غرب العراق، بيد تنظيم "داعش"، وفقا لصحيفة السياسية الكويتية.


وأوضح أن الخطة الإيرانية ترتكز بشكل أساسي على تعطيل عملية تسليح المقاتلين السنة في الأنبار ما يمهد الطريق أمام مسلحي "داعش" للسيطرة على الرمادي، الأمر الذي سيؤدي إلى نتيجتين خطيرتين: الأولى تتعلق بنشوب حرب أهلية واسعة بين السنة أنفسهم في الأنبار لها مضاعفات إقليمية لأن "داعش" سيكون على حدود الأردن والسعودية وسيشكل خطرًا على أمن الدولتين.

والنتيجة الثانية تتمثل في أن سيطرة التنظيم على الرمادي وسقوط محافظة الأنبار بالكامل معناه أن العسكريين الأمريكيين سيخرجون من قاعدتي الأسد والحبانية مهزومين، وهذا ما تسعى إليه إيران بقوة.

ووفقًا للخطة، تتمثل الخطوة التالية بعد سيطرة "داعش" على الرمادي بتحرك الميليشيات العراقية و"الحرس الثوري" الإيراني لسد الفراغ العسكري ومهاجمة الأنبار وتحريرها، بذريعة أن المقاتلين السنة فشلوا وأن الاستراتيجية الأمريكية في المحافظة أجهضت تمامًا، وهذا هو الهدف الذي يسعى إليه النظام الإيراني عبر عرقلة تسليح المقاتلين السنة في هذه المحافظة.

وبحسب معلومات القيادي، فإن قيادات في "التيار الصدري" أبلغت اتحاد القوى السنية بأن إيران هي من تقف بوجه تسليح السنة في الأنبار؛ لأنها تعتبر تسليحهم أميركيا يوازي عملية التسليح الإيرانية لقوات "الحشد" التي تقودها الميليشيات الشيعية الموالية لـ"الحرس الثوري"، وبالتالي لا تريد طهران أن يكون المقاتلون السنة أفضل تسليحًا من المقاتلين الشيعة الموالين لها، لأنها تعتبر ذلك خطرًا على نفوذها في العراق والمنطقة.

وشدد القيادي على أن الحجج الواهية التي تستند إليها جهات سياسية داخل حكومة العبادي بشأن مخاطر تسليح السنة في الأنبار لا تراعي متطلبات المعركة ضد “داعش”، منددًا بوجود ازدواجية في المواقف حيث أن قوات “الحشد” يجب أن تنتصر على “داعش” ويجري تسليحها من أجل هذا الهدف، فيما المقاتلون السنة محظور عليهم التسليح وتحقيق انتصارات عسكرية.

وانتقد مواقف بعض السياسيين في التحالف الشيعي بأن قوات “الحشد” الشيعية جاهزة وهي تنتظر ساعة الصفر للانقضاض على مسلحي “داعش” في الأنبار، في حين أن المقاتلين السنة ينتظرون التسليح منذ نحو تسعة أشهر من دون جدوى وهم قادرون على هزيمة الإرهابيين أكثر من قوات “الحشد” لأنهم من أبناء المنطقة ويعرفون كل صغيرة وكبيرة فيها.
الجريدة الرسمية