رئيس التحرير
عصام كامل

وحدة مرور مدينة نصر


دائما كان هناك جهتان أكره التردد إليهما وأقاسي الأمرين عند اللجوء إليهما مرغما، الجهة الأولى هي الشهر العقاري اللي ملهاش صاحب.. إمبراطورية للروتين القبيح والفوضي.. يلزم المواطن الذي يرغب في عمل توكيل محام أكثر من ساعتين يتردد على ثمانية مكاتب هي تتبع إداريا وزارة العدل، لكنها مصلحة مستقلة تتمتع بالشخصية الاعتبارية ويمثلها قانونًا رئيسها.. أين منها وزارة التنمية الإدارية التي تسعى إلى تطوير منظومة العمل الحكومي لرفع كفاءته باستخدام تكنولوجيا المعلومات من أجل تعزيز قيمة المواطن.


أما الجهة الثانية فكانت إدارة المرور.. لكن فوجئت هذه المرة بتغيير جذري حضاري مثالي في إدارة مرور رابعة «مدينة نصر» خدمة منظمة تحترم المواطن وتراعى كبار السن والمعاقين، هناك وجدت أعدادا كبيرة أمام منفذ النيابة للحصول على شهادة المخالفات.. تقدمت للسيد وكيل النيابة -مدير نيابة مرور مدينة نصر- الأستاذ محمود مبروك محمود، الشاب المهذب الكبير الذي طلب مني الجلوس، وبعد خمسة دقائق كانت في يدي شهادة المخالفات.. لقد راعى الرجل كبر سن المواطن وتعامل معه بروح القانون بكل صدق وأمانة.

لكن ما هو لافت للنظر التغيير والنظام الجديد للخدمة.. المواطنون جالسون على مقاعدهم.. كل شباك أمامه مواطن واحد.. خدمة شبيهة بخدمة البنوك الأجنبية.. يأخذ المواطن رقما وينتظر جالسا حتى تناديه مذيعة داخلية على أعلى مستوى في الأداء اللغوي والنطق، تذيع رقم كذا يتوجه لشباك رقم كذا.

أما الخدمة المميزة فهي خدمة كبار السن خصص لهما شباكان في مسلسل رقمي خاص بهم يسهل مأموريتهم ويسرع في إنجازها. أما السيد رئيس وحدة المرور الرائد محمد نجيب فهو مثال لضابط الشرطة المنضبط الذي يقف خارج مكتبه بين الجمهور كقائد يدير معركة يخاطب الجميع بأدب ويرد على كل تساؤل ويخرج بنفسه يبحث عن مواطن مسن بين الجالسين ويسلمه رخصته بنفسه.

تحية لهؤلاء الرجال.. يا ليت التطوير في جميع إدارات المرور بنفس الطريقة.
الجريدة الرسمية