أسرار وكواليس «موطني».. النشيد الوطني الفلسطيني منذ عام 1934.. «إسرائيل» تشترط استبداله لاستكمال المفاوضات.. «العراق» تستخدمه بعد سقوط صدام حسين.. و«إليسا» تثير
"موطني" تلك الأنشودة التي أسرت قلوب العرب، فتبدو كأنها قيثارة تعزف على وتر الوجع العربي الساكن في القلوب، وتعتبر القصيدة من النوع الوطني الشعبي، كتبها الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان، ولحنها الموسيقار اللبناني محمد فليفل في العام 1934، ليصبح من بعدها النشيد الرسمي لفلسطين، عندما كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني.
النشيد الرسمي لفلسطين
وبقي هذا الأمر إلى أن أصبح نشيد "فدائي" مستخدما رسميا في إطار منظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1972، بقرار من اللجنة التنفيذية للمنظمة، وفي إطار السلطة الوطنية الفلسطينية منذ عام 2005 بقرار من مجلس الوزراء للسلطة بعدما اشترطت إسرائيل عدم استخدام نشيد "موطني" للجلوس في مفاوضات مع الفلسطينيين، إلا أنه لايزال قطاع واسع من الشعب الفلسطيني يعتبر نشيد "موطني" نشيدا رسميا له.
نشيد رسمي للعراق
أما اليوم، فيُستخدم "نشيد موطني" رسميا نشيدًا وطنيًا لجمهورية العراق منذ العام 2003، بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003، والذي تم اعتماده من قبل رئيس سلطة الائتلاف المؤقتة "بول بريمر" بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وكان النشيد الوطني في العراق قبله هو أرض الفراتين.
فمنذ تأسيس دولة العراق الحديثة عام 1921 م، ومع كل تغيير رئاسي في نظام الحكم، كان النشيد الوطني العراقي بدوره يخضع للتغيير، ومع تعاقب الأنظمة المختلفة تعاقب على العراق خمسة أناشيد وطنية في خلال فترة تقل عن قرن واحد.
تغيير الألحان
وكانت ألحان الأنشودة فيما سبق تخضع للنمط الثوري في الأداء، إلى أن غير الفنان الفلسطيني مراد السيوطي توزيعها، ليصبح أكثر حنوًا وملامسة للقلب، وقد اشتهرت الأغنية بشكل كبير بعد هذا التغيير، كما أثارت الأغنية حالة من الجدل الواسع بعد أن غنتها الفنانة اللبنانية إليسا، حيث اتهمها السيوطي بسرقة التوزيع، وقد حذف موقع "يوتيوب" مساء اليوم، الأغنية من الحساب الرسمي للفنانة.
وتأتي كلمات النشيد على النحو التالي:
موطني موطني
الجلالُ والجمالُ والسناءُ والبهاءُ
في رُباكْ في رُباكْ
والحياةُ والنجاةُ والهناءُ والرجاءُ
في هواك في هواك
هل أراكْ هل أراكْ
سالمًا منعَّما وغانمًا مكرَّما؟
هل أراكْ في علاكْ
تبلغ السِّماكْ؟ تبلغ السِّماكْ؟
موطني موطني
الشبابُ لن يكلَّ همُّه أن تستقلَّ أو يبيدْ
نستقي من الـردى ولن نكون للعدى
كالعبيد كالعبيد
لا نريدْ لا نريدْ
ذلَّنا المؤبَّدا وعيشَنا المنكَّدا
لا نريدْ بل نُعيدْ
مجدَنا التليدْ مجدَنا التليدْ
موطني موطني
موطني موطني
الحسامُ واليَراعُ لا الكلامُ والنزاعُ
رمزُنا رمزُنا
مجدُنا وعهدُنا وواجبٌ من الوَفا
يهزّنا يهزّنا
عزُّنا عزُّنا
غايةٌ تُشرِّفُ ورايةٌ تُرفرفُ
يا هَناكْ في عُلاكْ
قاهرًا عِداكْ قاهرًا عِداكْ
موطني موطني