رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. العثور على جثة شاب متعفنة داخل بئر بوادي الملاك.. «مباحث التل الكبير» تكشف غموض الجريمة بعد 6 ساعات.. الجناة اختلفوا على طريقة القتل.. حادث سير بداية النهاية لسقوط المتهمين


كشف رجال مباحث التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية، عن لغز العثور على جثة رجل في حالة متعفنة ومقيدة بالحبال وملقاة داخل بئر مياه بمنطقة وادي الملاك بدائرة التل الكبير، وبعد مرور 6 ساعات فقط من العثور على الجثة تمكن ضباط المباحث من تحديد أماكن الجناة وضبطهم وضبط الأسلحة المستخدمة في الواقعة وضبط السيارة بعدما أشعلو النيران بها.


6 ساعات قبل القبض على الجناة
رافقت "فيتو" رجال الأمن والمتهمين لأكثر من 6 ساعات خلال تمثيلهم للجريمة بمنطقة "وادى الملاك" التي تعتبر من أخطر الأماكن ويلجأ لها الخارجون على القانون للهرب واتخاذها مأوى لهم.

بداية الواقعة
بدأت أحداث الواقعة بحصول المتهمين على معلومات خاطئة بامتلاك المجني عليه ثلاث سيارات "أجرة" ومحل زيوت فاستدرجوه، ليتم أخذ سيارته وطلب فدية مالية مقابل إطلاق سراحه حيا.

خطة شيطانية
وجاءت الخطة باستغلال أحد الأشقاء الثلاثة وصديقهم الرابع علاقة المجنى عليه بأـحدهم واستدراجه لمنطقة جبلية وإيهامه بأن يقوم بأخذ والدة أحدهم بسيارته الأجرة من داخل مزرعة على بعد 3 كيلو من وادى الملاك، وتوصيلها لأحد الأطباء بمدينة العاشر من رمضان.

لم يكن المجنى عليه على علم وما يُخططه له صديقه بمعاونة أشقائه وصديقهم، ورافقهم إلى تلك المنطقة "وادي الملاك" رغم علم الجميع بصعوبتها لكونها منطقة جبلية وتشتهر بأعمال الخطف وتجارة المواد المخدرة.

مزرعة مهجورة
وصل المتهمون برفقة سائق التاكسي إلى مزرعة نائية تغيب عنها صاحبها لأكثر من 6 أشهر كعادة أصحاب المزارع واستدرجوه داخل المزرعة بغرض تناول كوب من الشاي قبل نقل والدتهم إلى مدينة العاشر من رمضان.

تفاجأ المجني عليه بعد نزوله من السيارة وغلق بابها لينتظر دقائق قليلة ليتناول كوب الشاى حتى تصل الشخصية التي أوهموه بها، بعدم وجود مكان لتناول الشاي بل بضربة موجعة عقبها ظهور لسلاح ناري "فرد خرطوش" لتهديده بالقتل إن لم يسلمهم مفاتيح السيارة.

خلاف على طريقة القتل
وبنظرات يملأها الشر من المتهمين تقابلها نظرة خوف وصدمة من المجنى عليه لم تمضى ثوان قليلة إلا واختلف المتهمون حول طريقة قتل المجني عليه فقال المتهم الأول "هارب" ويدعي محمد.ع وشهرته "كوارشي" بقتله بطلقة رصاص والتخلص من الجثة بمنطقة جبلية.

بينما اعترض آخر المتهم الهارب لسوء معاملته للمجنى عليه أثناء تقييده بحبل.

وبدأت مشاجرة على كيفية التخلص منه، لمدة 3 دقائق إلا وتدخل المتهم الثالث والرابع أشقاء المتهم الأول "الهارب" وأنهيا المشاجرة على أن يتم تقييده وتكميم فمه ورميه في شنطة السيارة ليتم قتله برصاصة والتخلص من جثته في الصحراء.

حادث يكشف الجريمة
انطلق المتهمون بالسيارة للتخلص من المجني عليه إلا أنهم تعرضوا لحادث سير بالسيارة على بعد 200 متر من باب المزرعة اضطروا فيها للعودة إليها مرة أخرى، ثم فكر المتهم الهارب بالتخلص من المجني عليه رميًا في بئر المياه الخاص بالمزرعة فقيده بحبل وربطه في لوح خرساني يزيد وزنه عن 25 كيلو وألقوه داخل البئر الذي يتجاوز عمقه 7 أمتار.

العثور على جثة مجهولة
كان اللواء محمد جاد، مدير ادارة البحث الجنائى بالإسماعيلية، تلقى اخطارا من الرائد فهمي عبد الصمد، رئيس مباحث التل الكبير، يفيد العثور على جثة لشاب في العقد الثالث من العمر تطفو على المياه داخل بئر بأحد مزارع وادي الملاك.

توصل فريق البحث إلى كشف هوية الجثة والتي تبين أنها لشاب يدعي صديق أ ع 25 سنة - سائق تاكسى مقيم الزقازيق والذي حرر أقاربه بلاغًا باختطافه وطلب الخاطفين فدية 100 ألف جنيه مقابل إطلاق سراحه.

فريق بحث
شكلت المباحث فريقا للبحث بقيادة العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والرائدين حسام حسن مفتش المباحث الجنائية وفهمي عبد الصمد رئيس مباحث التل الكبير بمعاونة النقباء محمود حسن وسليمان عيسى وإبراهيم ناجى ورامى الطحاوى.

ونجحت المباحث من تحديد هوية المتهمين والذين تربطهم علاقة صداقة مع المجني عليه ونجحوا في القبض على ثلاثة منهم.

اعترافات المتهمين
وأمام المستشار أحمد الفقى المحامى العام الأول لنيابات الإسماعيلية، وكيل نيابة التل الكبير، اعترف المتهمون بعقدهم النية لخطف وقتل المجني عليه وطلب فدية من أهله.

وأكد المتهمون الثلاثة المقبوض عليهم أن المتهم الأول الهارب "محمد" هو المخطط للجريمة وأنه من نفذ فعليًا بإلقاء المجني داخل البئر وأنهم مساعدوه ليس إلا.

وقال المتهمان الثاني والثالث شقيقا المتهم الأول، إن شقيقهما الأكبر هددهم بعدم إعطائهم أي مبالغ مالية في حالة عدم مساعدته وهدد المتهم الرابع بقتله وإلقائه في نفس البئر.

قرار النيابة
وأمرت النيابة بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيق مع التحفظ على سلاح خرطوش مُستخدم في الواقعة وبعض الطلقات.
الجريدة الرسمية