شقق الإسكان الاجتماعى تتحول إلى سجن.. قرارات المسئولين صخرة تحطمت عليها آمال الشباب.. الهيئة وعدتهم بمساكن في «السادات» وسلمتهم في «الخطاطبة».. و«محمد»: «السكن الجدي
حلم الحصول على شقة تحول إلى سراب، واستيقط الآلاف من الشباب على كابوس أطلقوا عليه «التهجير المؤقت» بعد أن جاء نصيبهم في شقق سكنية تبعد عن محل عملهم بأكثر من 65 كيلومتر، ما أدى إلى تدمير أحلام المئات منهم على صخرة قرارات المسئولين.
البداية
ضاع حلم الآلاف من الشباب في الحصول على شقة بالإسكان الاجتماعى بعد العديد من الإعلانات التي أطلقتها هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، والجهاز التنفيذى للإسكان الاجتماعى، تقدم الآلاف من الشباب قبل الثورة، من أجل حجز الوحدة السكنية، وحصلوا على إيصالات تثبت دفعهم مبالغ مالية لكل متقدم تصل إلى 5 آلاف جنيه، ولكنهم فقدوا الأمل بعد مرور الوقت دون أي جديد، ما أدى إلى إهمال البعض في الإيصال الذي دفع بموجبه 5 آلاف جنيه.
تجدد الأمل
عاد الأمل من جديد بعد إعلان هيئة المجتمعات العمرانية بوزارة الإسكان عن القرعة الجديدة للشقق، يونيو 2014 والتأكيد على حق المتقدم قبل ذلك أن يتقدم من جديد مع إثبات قيمة المبالغ التي دفعها، ومن حقهم التقدم حتى نهاية الشهر، وهو ما حدث بالفعل وتقدم الآلاف بأوراقهم من جديد على أمل استكمال أوراقهم والحصول على شقة، ونص الإعلان على أن الشقق سيتم توفيرها بمدينة السادات بالمنوفية.
القرعة
أعلنت هيئة المجتمعات العمرانية عن قرعة جديدة لاستكمال أوراق المتقدمين ولفتح باب التقدم لشباب جدد، ابتداء من 15 يوليو 2014 حتى 21 أغسطس 2014، وسط تقدم المئات من الشباب أملا في الحصول على الشقة حلم العمر بالنسبة لهم، ونص الإعلان على أن الشقق التي سيتم توفيرها بمراكز السادات، وسرس الليان، ومنوف، وشبين الكوم، وبركة السبع، وبقى الآلاف من الشباب في انتظار نتيجة القرعة، إلا أنهم استيقظوا على كابوس.
كابوس يقلب حياة الشباب
بعد طول الانتظار طوال السنوات الماضية، ترددت أخبار عن اقتراب تسليم الشقق للشباب، إلا أن الجميع والبالغ عددهم 1700 شاب وفتاة، فوجئوا بأن حقهم في الشقق جاء بالخطاطبة، والتي تبعد عن المدينة بأكثر من 65 كيلومتر، والذي كان بمثابة صدمة وتحول الحلم إلى سراب.
مشاكل الشقة الجديدة
قالت أسماء عباس، إحدي الفائزات في القرعة: «تقدمت ضمن المتقدمين للشقق، وجاء اسمي ضمن المقبولين، وفوجئت بعد إتمام كافة الإجراءات بأن الشقق السكنية خالفت مبادىء الإعلان الصادر من الهيئة بأن المتقدمين سيحصلون على الشقق بمدينة السادات، الأمر الذي جعل هناك مخالفة في التوزيع للشقق بأن جاء نصيبهم في الخطاطبة ونحن غير قادرين على تحمل أعباء الشقة الجديدة».
المقابر ملاصقة للشقق
وأضاف سيد محمد: «أنه متزوج ولدية أربعة من الأبناء، وجاء نصيبه في الحصول على شقة تبعد عن محل سكنه بأكثر من 55 كيلومترا، ويتقاضى 1300 جنيه، يدفع منهم 500 جنيه أقساط شهرية، و400 للمواصلات ويتبقى 400 جنيه لأسرته، الأمر الذي لن يساعدهم على الحياة، مشيرا إلى أن المقابر تلاصق العمارات المتواجد بها الشقق على مسافة أقل من 10 أمتار، وإذا نظرت من البلكونة تشاهد الأموات وصراخ وعويل المشيعين».
كنت هتجوز بعد شهرين
وقال محمد خالد: «إن عرسه بعد شهرين، وإنه كان ينتظر الوقت من أجل الحصول على الشقة كى يقيم بها هو وزوجته، ولكنه فوجىء بالمشكلة الكبرى، وخاصة أنه يعمل بمدينة السادات، ولا يتجاوز راتبه 1200 جنيه، مشيرا إلى أنه كان سيدفع متوسط 700 جنيه شهريا أقساط للشقة، وسيكمل حياته بباقى المبلغ إلا أن الشقة الجديدة قضت على باقى الراتب ولن يتبقى شىء للحياة».
جهاز مدينة السادات
من جانبه قال المهندس محمد عاشور، رئيس جهاز تعمير مدينة السادات، إن الجهاز بالمدينة ليس له علاقة إلا بمدينة السادات نفسها والمسئول عن الشقق وتوزيعها جهاز الإسكان الاجتماعى مع بنك التعمير والإسكان وإن دورنا في البناء طبقا لخطة معينة، ونقوم بالتسليم بناء على تعليماتهم، وليس هناك أي علاقة بين مدينة السادات والخطاطبة، وأن العمارات التي يتم بناؤها تابعة لهيئة المجتمعات العمرانية.
الشباب يطالبون السيسي بالحل
وطالب الشباب المشير عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بضرورة النظر إليهم بعين الرحمة وأن يكون هناك رأفة بهم وبحالهم متسائلين كيف يكون الأمر من أجل المساعدة للشباب ويأتى على حياتهم ومستقبلهم ولا يوفر لهم أي شيء من مقومات الحياة.