المؤامرة.. بعد داعش أمريكا تقسم العراق رسميا !
عند كتابة هذه السطور ربما يكون الكونجرس الأمريكي قد انتهى من التصويت على مشروع قرار يعتمد التعامل مع الأكراد والسنة كبلدين! ويسعي لتسلحيهما كـ"بلدين" حتى بغير موافقة الحكومة في بغداد بل يفرض عليها شروطا تعجيزية لدعم الجيش العراقي لمواجهة داعش!
ولمن يتابعنا فقد قلنا عند تشكيل التحالف الدولي لحرب داعش أن الهدف الأمريكي الأساسي هو خلق واقع يسمح بإعلان تقسيم العراق وحذرنا بالحرف من فكرة دعم الأكراد وتسليحهم بحجة مواجهة "داعش" إذ أن المطلوب هو دعمهم وتسليحهم علنا لتسهيل عملية انفصالهم ويكون واقعا لا مفر منه..بالطبع فالعراق ـ الحبيب ـ بطوائفه ومذاهبه ـ عدا الأكراد تقريبا ـ غاضب من القرار الأمريكي الذي يأت في نفس اليوم الذي تفر قيادات داعش وقواته داخل مدينة الفلوجة وتتحصن بالسكان في أول حالة فرار بهذا الشكل وبعد هزائم متتالية كنتيجة مباشرة لنجاح فكرة قوات الحشد الشعبي!
الآن..ماذا يمكن أن تفعل الشعوب العربية بعد انشغال الحكام والدول في صراعات لا تنتهي وقد لا تنتهي ؟ من أجل الإجابة عن السؤال كان مقال أمس الأول الذي استرجعنا فيه قصة حقيقية حدثت عام 1960 عندما رفض عمال الشحن في ميناء نيويورك من تفريع السفينة كليوباترا وبها سلع مصرية كان من المقرر أن تستبدل بالقمح..مما دعا الزعيم جمال عبد الناصر إلى مخاطبة عمال الشحن العرب والذين استجابوا على الفور وامتنعوا عن شحن وتفريغ السفن الأمريكية وبما إصابها بالشلل فأمر الرئيس الأمريكي الجيش الأمريكي نفسه بتفريغ وتحميل السفينة الأمريكية !
وقلنا إن الهدف من القصة ليس التسلية وإنما لأنه آن الأوان أن تتحرك الشعوب العربية وفورا..هذه الشعوب للأسف لا تتوقف عن الغضب لكنها لا تتحرك أبدا..لأنها لم تتمرن على الحركة المنظمة الفاعلة أصلا..كل الشعب العربي تقريبا ضد أردوغان ولكن من تفاعلوا مع هاشتاج الاعتراف بمذابح الأرمن أقل من المقبول..والناس تمر على الدعوة وتتفرج.. تؤيدها ولا تفعل شيئا !..
وهكذا هم ضد ما يجري في العراق..وضد ما يجري في سوريا..ولكن لا أحد يفعل شيئا..رغم أن مظاهرة واحدة..سلمية-سلمية- ولتكن بغير الطريقة المعتادة كأن تكون هذه المرة طابورا طويلا مثلا أوله أمام أبواب سفارة أمريكا أو الدول التي تدعم الحرب على سوريا وآخره بعيدا بعيدا لتقديم أوراق بالاحتجاج بشكل سلمي ومتحضر بالاحتجاج على القرار الأمريكي أو المطالبة بوقف الحرب على سوريا سيكون مؤثرا في طريقته ولافتا..وسيكون أكثر فاعلية لو تم في أكثر من عاصمة في وقت واحد..وسيكون أكثر وأكثر تأثيرا لو تكرر مرة بعد مرة وشارك به رموز من كتاب وفنانون ولاعبي كرة والوسائل أو صور الاحتجاج متعددة..
ولكن السؤال: أليس في بلادنا أحزاب قادرة على فعل ذلك ؟ ومتي تنتهي حالة التأمل عند المواطن العربي؟ الذي يبكي ويصرخ ليل نهار على بلاده العربيه ثم ينسي ـ وهو في بيته وأمام التليفزيون ويشرب مشروباته المفضلة ـ أن يدعم هاشتاج أو يكسل أن ينشر بانر احتجاجي على الفيس بوك ؟
فوقوا قبل فوات الأوان..!