رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. إهمال الأطباء يغتال طفولة «أحمد».. والدة الطفل: نجلي مصاب بورم في المخ وجسده تحول لهيكل عظمي.. ومسئولو مستشفى الزقازيق الجامعي قالوا لي «خدي ابنك يموت في البيت»


أصبح واضحًا أن بعض الأطباء تحولوا في زماننا إلى مصاصي دماء، إلا مَن رحم الله، وما عادت الرحمة تعرف طريقًا إلى قلوبهم، ففي الشرقية تعرض طفل لم يتجاوز العامين مصاب بورم بالمخ، لحالة من الإهمال، في ظل رفض مستشفى جامعة الزقازيق استقباله والعناية به رغم علمهم بخطورة حالته، وبمنتهى القسوة والبرود يقول الأطباء لأم الطفل: "خديه يموت في البيت".


هيكل عظمي
"ابني بسبب المرض يتحول لهيكل عظمي، والمراكز الخاصة خلصت علينا ومستشفي الجامعة ترفض استقباله، ومدير مستشفى الأحرار يحاول طردنا هو الآخر"، بهذا الكلام بدأت معنا هالة حبيب والدة الطفل "أحمد شبل سليم"، مقيمة بعزبة المنوفي التابعة لمركز ديرب نجم بالشرقية.

وأضافت "حسبنا الله ونعم الوكيل في كل الأطباء الذين تسببوا في تدهور حالة ابني الوحيد وجعلونا نفضل تايهين بين المراكز والمستشفيات".

وتضيف هالة، ابني أحمد يبلغ من العمر عام وتسعة أشهر، وكان طفلاً طبيعيًا وحالته الصحية جيدة جدًا وينمو ويكبر مثله مثل جميع الأطفال، ولكنه منذ أن تم الـ11 شهرًا ظهرت عليه أعراض مرض بسيطة، وذهبنا به للطبيب وقال إنها نزلة معوية، واستمرينا في علاجه على ذلك، وكان يتحسن اوقات وبعدها بأيام يتعب مرة أخرى، وذهبنا خلال فترة قصيرة جدًا لأكثر من 10 أطباء كبار ومعروفين، ولم يكتشف أحد سبب تعب ابني، حتى فجأة وجدته سقط على الأرض ولا يستطيع الجلوس مرة أخرى.

وتابعت الأم "فذهبت بنجلي لمركز طبي متخصص للأطفال بمدينة الزقازيق وأجرى الطبيب أشعة مقطعية على رأس أحمد فاكتشف أنه مصاب بورم بالمخ، ويحتاج فورًا لإجراء عمليتين، عملية شفط لإزالة المياه من على المخ، ثم عملية إزالة الورم ونصحني الطبيب أن أذهب لإجراء عملية الشفط بمستشفي الجامعة؛ لأن تكاليفها مرتفعه جدًا، وبالفعل ذهبت أنا وزوجي للمستشفي وحددنا ميعاد لإجراء العملية".

وتضيف هالة، "ورغم أننا حددنا موعد مع المستشفى الجامعي بالزقازيق، إلا أن المسئولين عن العملية أجبرونا على التوقيع على ورقة بموافقتنا على أخذ الطفل إلى البيت فور خروجه من غرفة العمليات لعدم وجود مكان له في العناية المركزة بالمستشفي، ورفضوا دخول غرفة العمليات قبل التوقيع على هذه الورقة رغم علمهم بخطورة ذلك على حياة الطفل وأنه بين الحياة والموت، فوافقنا لخوفنا على ابننا الذي يتدهور حاله كل ساعة، وأجبرنا مسئولو المستشفى على شراء جهاز الشفط وتكلفته 5 آلاف جنيه، وكذا جميع الأدوات المستخدمة في العملية".

خطأ الطبيب
وتابعت "وبعد كل هذا يتسبب الطبيب الذي أجرى العملية بمضاعفة المرض عند ابني بسبب خطئه في إجرائها، فبعد العملية أخذنا الطفل لمركز طبي خاص بالأطفال لوضعه بالعناية بالمركزة، وبالكشف عليه وإجراء الأشعة اكتشف الطبيب المعالج بالمركز أن هناك خطأ بالعملية وأن جهاز الشفط تم وضعه خطأ مما تسبب في حدوث ضغط على المخ؛ لهذا نصحنا الطبيب بسرعة إجراء العملية الأخرى بإزالة الورم من المخ، ووجهنا لإجرائها بمستشفى التيسير الخاص بالزقازيق؛ حيث أنه لا يتعامل سوى معه، وبعنا كل ما نملكه أنا وزوجي لسد تكاليف العملية التي تجاوزت الـ 20 ألف جنيهٍ، فضلاً عن مكوث ابني بالمستشفي ودفع 2000 جنيه في اليوم الواحد".

وأضافت هالة، وبعد فترة لم يعد لدينا شيء لنبيعه لكي نستكمل علاج أحمد بالمستشفى الخاص، وذهبنا لمستشفى الزقازيق الجامعي فرفضت استقباله وطردونا وقالولي "خدي ابنك يموت في البيت"، فأخذناه للمنزل، وناشدنا الدكتور شريف مكين وكيل مديرية الصحة بالشرقية فاستجاب لنا وقال أنه ليس لديه أي سلطة على مستشفى الجامعة، فحولنا لمستشفى الأحرار وأمر أن يتم احتجاز أحمد بغرفة في القسم الفندقي حتى يكون بعيدًا عن الأطفال المصابة؛ نظرًا لأن مناعته ضعيفة جدًا، ومن الممكن أن تنتقل له العدوي بسهولة".

وتابعت هالة "ورغم كل هذه الآلام والمعاناة التي نعيش بها إلا أن مدير مستشفى الأحرار لم يرحمنا، ويحاول بشتى الطرق إخراجنا من الغرفة وإنزالنا لقسم الأطفال وسط الأطفال المصابة وتعريض ابني للخطر".

وفي نهاية حديثها طالبت والدة الطفل بسرعة تدخل وزير الصحة والرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية وإنقاذ حالة نجلها من الموت بسبب إهمال الأطباء بالشرقية وعدم مراعاتهم لحالته.
الجريدة الرسمية