رئيس التحرير
عصام كامل

رسائل السيسي خلال مقابلته مع صحيفة «الموندو» الإسبانية.. الرئيس: مصر تنعم بالديمقراطية.. الإخوان لا يمثلون غالبية الشعب.. جنودنا بسيناء قادرون على دحر الإرهاب.. ولم أشعر بالأسف تجاه أي شىء


أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مقابلة مع صحيفة "الموندو" الإسبانية ونشر أمس الثلاثاء، وأكد أنه كان في معادلة صعبة لتحقيق الأمن لـ90 مليون مواطن، في ظل حالة الفوضى العارمة التي هددت استقرار الدولة.


تحقيق الديمقراطية
وفيما يتعلق بإمكانية تحقيق الديمقراطية في دول الربيع العربي، أكد الرئيس أن الديمقراطية إرادة شعب وحرية الاختيار، مشددا على أن مصر تنعم بالحرية.

وأشار في الوقت ذاته إلى أن مصر أقرب الآن للديمقراطية، وهناك إرادة سياسية تحترم إرادة الشعب الذي كان خياره الديمقراطية، منذ ثورة 25 يناير، عندما اختاروا إسقاط نظام، وانتخبوا رئيسا جديدا ثم ثاروا عليه عندما شعروا بالخطر ويمكن أن يحصل ذلك أيضا في حال شعروا بعدم تحقيق مطالبهم.

ثورة 30 يونيو
وشدد الرئيس على أن تدخله في ثورة 30 يونيو، كان ضرورة لحماية مصر من حرب أهلية بين أغلبية الشعب الرافضة لحكم الإخوان، وأنصار جماعة كانت تريد الهيمنة على الدولة، لافتا في سياق حديثه إلى خارطة الطريق التي حددت المسار بعد 30 يونيو، ووضع دستور جديد للبلاد وانتخاب رئيس بإرادة شعبية.

وردًا على سؤال فوزه بنسبة 96.1% في الانتخابات الرئاسية، هل كان هذا الرقم يمثل أغلبية الشعب ويعكس حجم الإخوان الحقيقى في الشارع؟ أجاب السيسي أن الإخوان لا يمثلون غالبية الشعب المصري، وأنهم فئة قليلة وسط الملايين.

مواجهة داعش
وحول تنظيم داعش ومن يقف وراءه، أوضح السيسي أن هناك سوء تفاهم بشأن الجماعات الإرهابية التي تلقى الدعم من دول أو نظام، وينسون أن العالم تغير والإسلام ليس غريبا على هذا التغيير، وذكر أن هناك من استخدم الدين كأداة لتحقيق أهداف سياسية، وخلق الفرصة لداعش ليمثل خطرا، ويجب علينا أن نكون متحدين لنتعامل مع الواقع الذي يؤثر على بلدان البحر الأبيض المتوسط وأوربا والعالم، فخريطة الإرهاب تنمو والجهود التي تبذل ليست كافية.

ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي رفض الادعاء الذي يزعم بوجود عناصر لداعش على أرض سيناء، وقال: "إن هناك عناصر إرهابية ونحن نعمل على حماية الأبرياء والمدنيين فهناك أطفال وأسر والصورة التي تنشر عن سيناء خطأ".

وأضاف الرئيس أن هناك إرهابا في سيناء ولكن يتركز فقط في منطقة قريبة من قطاع غزة في شمال سيناء وطول المنطقة نحو 40 إلى 50 كيلو متر مربع، وسيناء بها 60 ألف كيلو متر مربع، والجيش لحماية المواطنين، فضلًا عن تنظيم القمة العربية في جنوب سيناء التي عقدت مؤخرًا، ولقد قضت الولايات المتحدة 10 سنوات في أفغانستان وظلت قواتها في العراق منذ عام 2003 إلى عام 2010 وكانت النتيجة استمرار ارتكاب الأعمال الإرهابية، بالإضافة إلى نيجيريا وجماعة بوكوحرام فيها.

الجنود في سيناء

وبشأن عدد الجنود المنتشرين في سيناء، أكد السيسي أن عدد الجنود كاف للتعامل مع الإرهاب، ولكن هناك مشاكل في العناصر الإرهابية على الحدود وغرب البلاد ويجب علينا ألا نسمح لهم بالاستفادة من الوضع ونشر دعايتهم التي لا تتفق مع الواقع.
ونوهت الصحيفة إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي دعا لثورة لتطهير الخطاب الديني من المفاهيم الخاطئة في شهر يناير، وسألته عن الخطوات التي ينبغي تنفيذها لمكافحة الجهاديين.

ورد السيسي، قائلًا إن الثورة في صالح الإسلام لتغيير الأفكار، ويجب علينا المضي قدما بمهارة لتحقيق تطور بين الدين والمجتمع، لأن هناك أفكارا محافظة جدا تؤدي إلى وقوع الحوادث مثل مفهوم الخلافة، وكان قديما الخليفة هو الحاكم وخلقت أنظمة بشرية أخرى والخلافة الكلاسيكية لا تتوافق مع العصر.

الدولة العلمانية
وحول آثار الفصل بين الدولة والدين، أشار السيسي إلى أن الناس فكرت أن الدولة العلمانية معادية للدين، وهو السبب الرئيسي للمشاكل في منطقتنا ويجب النظر إلى أن الدين لن يعوق أبدًا تطور الإنسان، فالدين حياة وليس تدميرا.

وعن إمكانية استعادة الاستقرار في مصر، ودمج السكان المتعاطفين مع الإسلام السياسي أو النفور منهم تمامًا، شدد السيسي على أن أنصار جماعة الإخوان يمكنهم العيش والمشاركة في الحياة، قائلًا: "نحن لا نقتل الناس على أفكارهم ولكن عليهم أن يعرفوا أننا لا يمكن أن نتواصل معهم في فرض أفكارهم على الآخرين، ومن حقهم الدفاع عن أفكارهم وليس فرضها والقبول بالعملية السياسية وتداول السلطة وحرية الاختيار، فهم لم يقوموا بذلك حتى الآن ولكنهم بدءوا يفهمون، والعنف لا يستخدم إلا من لجأ إليه".

المصالحة مع الإخوان
وبشأن التعامل مع الإخوان، أوضح الرئيس أن حسني مبارك قدم لهم المصالحة والقيام بدور سياسي، لذلك كان هناك تأييد شعبي لجماعة الإخوان، مؤكدًا أن السيناريو الآن اختلف لأن الشعب هو من رفض الإخوان، والناس باتت تدرك أن السلام استخدم كأداة للسيطرة على الدولة وأغلبية المسلمين ضد هذا المبدأ.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإخوان على الرغم من إدراجهم كإرهابيين مثل تنظيم القاعدة وتنظيم داعش، إلا أن الولايات المتحدة وبريطانيا لم تفعلا نفس الشيء ولدى الإخوان مكتب لهم في لندن ويتعاملون بصورة قانونية، ما يعني فشل إستراتيجية وضع الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية.

كارثة رهيبة
قال السيسي: "إن الأوربيين بحاجة لتحقيق التوازن للعديد من العوامل وربما بحاجة إلى مزيد من الوقت لفهم ما يحدث في مصر، والدول الأوربية بها مجتمعات من المسلمين وعناصر فيها متعاطفة مع الإخوان، وأفهم تماما موقف الإخوان ولكن إذا انهارت الدولة والمنطقة وأوربا ستعاني من كارثة رهيبة، مصر ليست العراق ولا سوريا ولا اليمن، فهي ليست من البلدان التى يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة، فمصر عدد سكانها 90 مليونا".

وحول شعور السيسي بالأسف لأي شيء، أوضح أنه فعل ما يمكن القيام به لحماية المصريين، وأنه لم يفعل أي شيء يجعله يشعر بالذنب أو يتوب عنه، فكل شيء فعله لشعبه.

حماية الأقليات
وفيما يتعلق بإعدام داعش لـ20 قبطيا في ليبيا، وإمكانية السيسي لحماية الأقلية المسيحية وإزالة العقبات لبناء الكنائس، قال الرئيس إن كلمة أقلية مسيحية لا تستخدم في مصر، ولا يوجد تمييز ضد الذين يعتنقون دينا معينا أو ينتمون لجماعة عرقية أخرى، وتابع: "لذلك أقول إن المسيحيين مواطنون مصريون ولهم كافة الحقوق وجميع الالتزامات، مصر الجديدة حريصة على إرسال رسالة إلى الإنسانية التي تعبر عن قيم المشاركة والعدالة والتعاون والتسامح تجاه الآخرين، وهذه القيم أوصى بها الإسلام.

تصاعد خطر الإرهاب
وردا على سؤال "هل سيزيد خطر الإرهابيين في مصر بعد أن تنتهي فترة رئاسته لمصر؟"، فأجاب السيسي أنه لا يتحدث عنه وإنما يجب أن يتحدث عن الدولة المصرية، التي يجب أن تدعم ثقافيا وسياسيا واقتصاديًا.
الجريدة الرسمية