لماذا توقف الرئيس عن الابتسام ؟! (2)

لا أظن أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أزعجته تلك الحملة الصحفية والإعلامية الممنهجة التي يتعرض لها في الخارج مؤخرا، لأنه يدرك أنه لم يحدث تغيرا إستراتيجيا تجاه مصر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ودوائرها الغربية.

ولا أظن أن الرئيس السيسي أقلقه أيضا تحول بعض الإعلاميين والصحفيين داخل مصر من موقع المناصر والمؤيد والداعم له إلى موقع الناقد والمهاجم له مؤخرا لأنه يدرك أن شهر العسل السياسي له نهاية مع الجميع وليس مع الإعلام والصحافة وحدها، خاصة وأن البعض لم يصدق كلامه عن التزامه لعدم سداد أية فواتير لأحد.

ولكني أظن أن الرئيس السيسي يقلقه ويزعجه عدم تناسب تصرفاتنا مع ظروف حالة الحرب حتى نحقق النصر في هذه الحرب ونقلل ضحايانا فيها.. لقد حاول هو مرارًا حتى قبل أن يتولى مسئولية رئاسة الجمهورية أن ينبه إلى ذلك من يعملون في الإعلام والصحافة، غير أن الاستجابة كانت محدودة في البداية، ومع مرور الوقت تلاشت وتبخرت واختفت حتى هذه الاستجابة المحدودة، خاصة بعد أن ازداد انشغال الرئيس بالمسئوليات الضخمة التي يتحملها ولم يعد يتواصل مع بعض الإعلاميين والصحفيين الذين اعتادوا على هذا التواصل وكانوا يعتبرون ذلك ميزة حصلوا عليها وتصوروا أنهم قريبون من الرئيس وربما تصور بعضهم أنهم أصحاب نفوذ لديه وتأثير عليه أيضا.

وفي ذات الوقت فإن ما يزعج الرئيس أيضا هي تلك المقاومة التي يواجهها من جهات وشخصيات في الجهاز الإداري لمحاولات الإصلاح التي تبناها في محاولات شتى وفي مقدمتها المجال الاقتصادي.. إن خطوات الرئيس أوسع من خطواتهم ولذلك تتأخر النتائج ويتأجل الحصاد لكل ذلك توقف الرئيس عن الابتسام والله أعلم.