رئيس التحرير
عصام كامل

«إرهاب الفضاء».."ولاية سيناء" يرصد تحركات الجيش بالأقمار الصناعية.. أجهزة اتصالات حديثة تتابع مناطق تمركز الجنود واستهداف المقار الحساسة بمخابئ سرية.. و70 متطرفا يعودون من غزة لتنفيذ الهجمات


كر وفر هنا.. دماء وأشلاء هناك.. مواجهات مسلحة بين قوات الجيش والإرهابيين.. ومحاولات خبيثة من دول تسعى لهدم مصر.. مشاهد تلخص حقيقة الأوضاع على الأرض في سيناء بعد مرور ما يقرب من العامين على إسقاط حكم الإخوان وإنهاء أسطورتهم للأبد.. قوات الجيش تواجه عدوا جبانا لا يكف عن استخدام كل الحيل الشيطانية الجبانة لزعزعة الأمن في أرض الفيروز وإثارة القلاقل على الحدود الشرقية لمصر، وجماعات متطرفة لا ترقب في مصرى إلا ولا ذمة تسعى بكل ما أوتيت من قوة إلى فرض سطوتها وإرهاب المجتمع.


فما بين مداهمات وملاحقات للعناصر التكفيرية في أخطر منطقة في مصر، انحصرت المواجهة بين المسلحين من تنظيم "ولاية سيناء" وقوات الجيش التي تخوض حربا حقيقة لإنهاء الوجود الإرهابي في شمال سيناء.

ورغم أن المعلومات الأمنية كانت تشير إلى أن التنظيم في حالة من الانهيار لا تمكنه من الصمود أو مواجهة قوات الجيش المدعومة بكل إمكانيات التسليح المتقدمة، إلا أن تفجيرات قسم ثالث العريش الأخيرة كشفت عن تغير نوعي في عمليات المواجهة.
الواقع الجديد الذي كشفت عنه التحقيقات أكد أن التنظيم تلقى خلال الأيام الماضية دعما لوجستيا متطورا للغاية، يؤكد أن جهات دولية تقدم ببذخ كل ما يمكن من استمرار المواجهة لاستنزاف قوات الجيش في شمال سيناء.

ولم يكن هناك أية مؤشرات على الأرض تلمح حتى ولو من بعيد إلى أن إمكانيات "بيت المقدس " تؤهله للوصول إلى حد رصد انتشار القوات على الأرض عبر الأقمار الصناعية، فحسب المعلومات التي توصلت إليها جهات التحقيق فإن التنظيم اضطر بعد تجفيف منابع معلوماته بضبط معاونيه من الأهالي أو غيرهم إلى الاستعانة بأجهزة متطورة للغاية على اتصال بالأقمار الصناعية تمكنه من رصد تواجد وتحركات قوات الجيش على الأرض.

المعلومات أكدت أن هناك أجهزة متقدمة دخلت سيناء عبر منافذ بحرية من خلال مراكب صيد "عادية " هي عبارة عن أجهزة "جي بي اس" وأخرى للإرسال والتلقي موصولة بأقمار صناعية تابعة لجهات استخباراتية لدول أجنبية تقوم برصد قوات الجيش على الأرض، وعبر تلقى الصور على أجهزة متخصصة يتم رسم "كروكي" للمعسكرات والمقار الشرطية تمهيدا لاستهدافها.

معلومات أجهزة التحقيق أكدت أن عناصر التنظيم أنشأت ما يشبه قاعدة إرسال بأحد المخابئ التي أقامها التنظيم في إحدى المزارع بمنطقة الشيخ زويد تتولى هذه مهمة الإعداد لكل عملية ضد قوات الجيش.
المعلومات أشارت أيضا إلى أن التنظيم الإرهابي استقر أخيرا على وقف كل العمليات الصغرى والتركيز على العمليات الكبيرة واستهداف تمركزات أمنية وتجمعات موسعة لأجهزة الأمن لقتل أكبر عدد من الأرواح بين القوات واستغلالها في هز الروح المعنوية لجنود الجيش.

التنظيم الإرهابى اضطر مؤخرا إلى البحث عن ضعاف النفوس في المحافظات بعدما أفسد الجيش مخططاته في استقطاب عناصر جديدة في شمال سيناء، وطلب في رسائل مشفرة للقيادات المتعاونة في المحافظات إمداده بعناصر جديدة تكون غير معروفة لأجهزة الأمن في المنطقة الملتهبة بالعريش والشيخ زويد ورفح، وهو ما ظهر بوضوح في العمليات الأخيرة خاصة أنه لم يعد متاحا ظهور أي من قيادات أو عناصر التنظيم المعروفين لأجهزة الأمن.

وتؤكد مصادر مطلعة أن نحو 140 عنصرا جديدا دخلوا شمال سيناء خلال الأسابيع الأخيرة عبر مناطق عادية للغاية وتحديدا من "القنطرة شرق" بدعوى البحث عن فرص عمل تمهيدا للانضمام للتنظيم لتكون عناصر مجهولة بالنسبة للأجهزة الأمنية.
كما انضمت عناصر تصل إلى نحو 70 فردا من أبناء شمال سيناء كانوا مقيمين في قطاع غزة خلال الفترة الماضية وجميعهم تلقوا تدريبات عسكرية مكثفة تتعلق فقط بأعمال التفخيخ وصناعة المتفجرات إلى جانب صناعة وحفر الأنفاق وهو الأسلوب الجديد الذي تم اكتشافه مؤخرا.

فعدد من العناصر التي تم ضبطها إلى جانب العديد من الخرائط وأجهزة الحاسب الآلي التي تم العثور عليها في مخابئ وأنفاق التنظيم كشفت أن التنظيم يخطط لعمليات عسكرية ضخمة ضد منشآت سيادية عن طريق حفر أنفاق بأسفلها لتفخيخها بسبب صعوبة الوصول إليها فوق الأرض نظرا للإجراءات الأمنية المشددة من جانب الأجهزة الأمنية.
كما كشفت المعلومات التي حصلت عليها أجهزة التحقيق أن عددا من المزارع في الشيخ زويد تحول أخيرا إلى ملجأ للمسلحين الذين فشلوا في إيجاد أماكن اختباء أخرى بعد احتدام الملاحقات الأمنية من قبل القوات الخاصة.

وتلقى التنظيم دعما خارجيا، لوجستيا، خلال الأيام الأخيرة من أطراف خارجية تقوم بتصوير الأكمنة العسكرية برفح والشيخ زويد من خلال أقمار صناعية وترسل صور النقاط العسكرية إلى التنظيم بسيناء ويتم تصميم ماكيت ميداني للكمين العسكري المصور والمستهدف للتدريب عليه لمهاجمة الكمين بشكل حرفي وعال.

وهو ما حدث مع كمين القمبز العسكري وكرم القواديس، حيث ظهرت في الأفق أطراف خارجية دولية تساعد تنظيم بيت المقدس وهو ما يفسر التساؤل المحير لماذا لم يستهدف تنظيم بيت المقدس الإرهابي الحدود الإسرائيلية أو معسكر قوات حفظ السلام حتى الآن ويقتصر استهداف بيت المقدس للجيش المصري فقط بل يقوم التنظيم بتأمين السيارات التي تحمل متطلبات قوات حفظ السلام بمعسكرها بقرية الجورة جنوب الشيخ زويد وتترك عناصر التنظيم السيارات الموردة للاغذية والمشروبات وكل متطلبات معسكر قوات حفظ السلام بينما تستهدف السيارات الموردة للمياه أو أي متطلبات خاصة بمعسكرات القوات المسلحة برفح والشيخ زويد ويقوم التنظيم بحرق السيارات وقتل سائقيها.

ظهرت أيضا إمكانيات ضخمة لتسليح بيت المقدس خلال الآونة الأخيرة، فحسب التحليلات الأمنية للمعلومات الجديدة أكدت أن التنظيم خلال فترة مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي كان يستغيث من الانهيار والتفكك أمام الضربات العسكرية للجيش الناجحة التي قصمت ظهر التنظيم وفجأة ظهر التنظيم في حالة قوية بعد توجيه تنظيم داعش في العراق وسوريا لأنصاره التعليمات بالنفير إلى سيناء لمقاتليه من خلال الأنصار في محافظات مصر.

وبالفعل توجهت الطيور المهاجرة إلى سيناء وعبرت قناة السويس من معدية القنطرة بشكل طبيعي باعتبارها عناصر غير مسلحة لدى الأجهزة الأمنية كما تم تدعيم تنظيم بيت المقدس بخبراء في صناعة وتجهيز العبوات الناسفة، وظهرت أسلحة متطورة مع تنظيم بيت المقدس منها بنادق القناصة الإيرانية التي تصل إلى جنوب سيناء عبر البحر الأحمر والجبال والوديان تصل شمال سيناء علاوة على بنادق القناصة الإيرانية "شايتر" التي تم العثور عليها في إحدى المداهمات لعناصر التنظيم والتي تهرب بمعرفة حماس عبر الأنفاق إلى منطقة المواجهات بسيناء.

وكشفت التحريات الأخيرة أن هناك أعدادا كبيرة من شباب القبائل انضمت إلى تنظيم بيت المقدس أعمارهم تتراوح ما بين سن 18 عاما إلى 25 عاما اعتنقوا الفكر وهي عناصر كامنة غير مألوفة لأجهزة الأمن وغير مألوفة للقبائل تبدو على طبيعتها أمام أبناء القبائل وفي أوقات الجهاد تقوم هذه العناصر في الخفاء بارتداء زي بيت المقدس وتخفي وجوهها وتنفذ عمليات إرهابية كبيرة من خطف وقتل ومهاجمة ارتكازات عسكرية وحال انتهاء مهمتها تعود إلى طبيعتها أمام العامة دون الشك في تورطها في أية أعمال إرهابية وهذا يمثل صعوبة شديدة أمام أجهزة الأمن ومصادرها السرية بين القبائل لكشف هذه العناصر الخطيرة التي تخدع القبائل والأهالي.

المعلومات الواردة لأجهزة الأمن بسيناء كشفت أيضا عن اعتزام تنظيم بيت المقدس تنفيذ عملية إرهابية ضخمة ضد المقار السيادية بالعريش عن طريق حفر أنفاق بمناطق سكنية محيطة بالمقار السيادية الأمنية بالعريش ومنها مبنى مديرية أمن شمال سيناء ومقر الكتيبة 101 والمستشفى العسكري بالعريش وهي مقار متجاورة بحي ضاحية السلام بالعريش.

" نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية