إيجابيات مشاركة قبائل سيناء في محاربة الإرهاب!
كما فعلها الإخوان وقادوا حملة ضد التوقيت الصيفي بكتائبهم الإلكترونية المنتشرة بكثافة كبيرة ونشاط غير مسبوق بيقين أن التوقيت الصيفي قادم لا محالة فيكون الأمر سببا لمشاكل ومعارك وغضب وسخرية ونكت إلى آخره إلا أن الحكومة خضعت واستجابت وانتهي الأمر..نقول: كما فعلت لجان الإخوان الإلكترونية ذلك نجزم أنهم أول من انطلق مهاجمين فكرة تصدي القبائل للإرهاب في سيناء ومن خلفهم ككل مرة الطيبون وحسنو النيات معتقدين أن في الأمر خطر كبير وأن مصر في طريقها لتكون مثل العراق أو ليبيا وأن دور الدولة في خطر وأنه يتآكل أو على الأقل تتنازل عنه إلى جهات أخرى وهو ما لا يصح لأنه سيفتح باب الاقتتال هناك..ولهؤلاء جميعا وبعد أن عرفنا السلبيات إلى يرونها في الأمر-وهي غير صحيحة-نقول لهم الإيجابيات وهي:
-الأزمة في العراق أصلا ليست أزمة قبائل وعشائر..بل أزمة مذهبية وطائفية وعرقية لعب البعض عليها ويكاد ينجح!
-التجانس العرقي في مصر على أروع ما يكون كما أنه لا مذهبية ولا طائفية في مصر على الإطلاق..بمعني ـ وبشكل مبسط جدا دون تفاصيل كثيرة ـ فإن الطائفية تنفجر حينما يوجد سببان: تقارب عددي بين أهل الديانات أو المذاهب أو الأعراق المختلفة الموجودة في بلد واحد أو وجود أصحابها في أقاليم وأماكن جغرافية خاصة بكل منهم..وكلا الأمرين غير موجود في مصر نهائيا !
-العشائر في العراق كانت أكبر داعم للسلطات الرسمية على مر العصور ولم تكن سلطة موازية..والأمر في سيناء أكثر وضوحا نظرا لوجود مستعمر سابق على هذه الأرض!
وبالمناسبة فالقبائل في ليبيا والعراق يصل أحيانا حجم القبيلة الواحدة بعدد سكان سيناء كلها !
-تبذل السلطات جهودا كبيرة من أجل تجنيد شاب واحد أو سيدة للتعاون المعلوماتي مع الأمن ويؤدي الأمر إلى معلومات جيدة وفوائد عديدة فما بالكم إذن والقبائل بنفسها -رجالها ونساؤها وإمكانياتها -مع السلطات؟
-إعلان القبائل على الحرب على الجماعات الإرهابية ينهي تماما وللأبد فكرة وجود أي دولة مستقلة محتملة هناك..حتى لو إنهائها إعلاميا فقط كما بدأت أيضا إعلاميا فقط !
-من الإيجابي جدا والمفيد أن يتحرك إلى جانب الشرعية الطرف المهم الذي ظل محايدا أو شبه محايد الفترة السابقة !
-أن تتعامل الدولة مع طرف حقيقي وموجود وله سوابق في التعامل مع السلطات وله "كبار" لهم أعرافهم وتقاليدهم يمكن الرجوع إليهم أفضل ألف مرة من التعامل مع أشباح تضرب وتختفي لها أطماعها المعادية تماما للدولة وسلطاتها وشعبها !
-دخول القبائل على الخط يعني أنه -عدا الدولة باعتبارها طرفا أيضا- فإنك خلقت تناقضا في المصالح بين باقي الأطراف..لا في تهريب السلاح أو إخفاء المجرمين أو أي تجارة ممنوعة بين الإرهابيين وبعض القبائل كما يروج البعض..بل تناقضا وهو تناقض مفيد جدا جدا للدولة !
-كل هذه القبائل ترتبط بالدولة المصرية ارتباطا وثيقا..لها مصالح عندها ومطالب..لها مقاعد وحصص في البرلمان والمحليات ولها حصص في الوظائف الكبري ولها مطالب في التشريعات والمشروعات وفي العفو على مسجونين أو مطلوبين..بما يعني أن قدرة القبائل على التمرد فيما بعد التخلص من خطر الإرهاب غير معقول أصلا ولا يمكن حدوثه على الإطلاق!
-اللعب على مزاعم أن القبائل تحركت للثأر لأبنائهم غير صحيح على إطلاقه لأنهم سبق وأن فقدوا أبناء لهم بل وشيوخا ولم يتدخلوا !
هذا خلاف الكلام المكرر عن أنهم يعرفون جغرافية الأماكن ويعرفون أسرارها وخباياها إلى آخره..كما أنه ليس مهما أنهم تحركوا متأخرا..فالمهم أنهم تحركوا..علينا فقط أن نفكر بتمهل قبل أن نتخذ موقفا قد يراه صاحب القرار رأيا عاما فيؤثر عليه وقد يكون أبعد ما يمكن عن الصالح العام !!