التجربة الباكستانية الرافعية في التعليم!!
وزير التربية والتعليم الحاصل على الدكتوراة من معهد البيئة وبعد إنجازته الكبيرة في مجال محو الأمية طبعا الإنجازات الورقية والكلامية لابد وأن يضع بصماته على التعليم فقرر نقل التجربة الباكستانية في التعليم..والله العظيم هم يبكي وهم يضحك الله يرحمه المتنبي حينما قال: وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء.
في حدود علمي المتواضع أن باكستان ليست من الدول التي تحتل مراكز متقدمة في التعليم والبحث العلمي، لو أن السيد الوزير فتح أدراج مكتبه سوف يجد فيها التجربة الأمريكية في التعليم والتجربة الإنجليزية في التعليم والتجربة الألمانية في التعليم والتجربة اليابانية في التعليم والتجربة الكورية في التعليم والتركية والماليزية والصينية والسنغافورية، حتى التجربة المصرية القديمة حينما كان لدينا تعليم، بل يرسل الوزير أي ساعي من مكتبه إلى أقرب بائع صحف سوف يجد عنده كتاب التعليم ومستقبل مصر للدكتور وجدي زيد المستشار التعليمي لمصر في أمريكا وتركيا جمع فيه خلاصة تجارب الدول المتقدمة في التعليم وليس من بينها بالطبع باكستان.
كل وزير يتولى المنصب يأتي بتجربة دولة مختلفة ويضعها في درج مكتبه ثم يرحل قبل أن يقرأ أول صفحة فيها حتى وصلنا إلى الوزير الحالي الذي تفتق ذهنه إلى عمل شيء مختلف تماما عن السابقين شيء سوف يسجل باسمه في متحف التجارب المصرية ففكر في التجربة الرافعية الباكستانية، وسوف ينحدر بنا الحال حتى لا نستطيع حتى نقل تجربة بوركينا فاسو في التعليم، منذ يومين قرأت خبرا لهذا الوزير يقول فيه إن وزارته سوف تقوم ببناء ألف مدرسة مجتمعية في المناطق المحرومة..أولا لا أعرف ماذا يعني بمدرسة مجتمعية؟ ثانيا هل هي مشكلة مصر في بناء مدارس جديدة؟
إذا كان السيد الوزير لا يعلم أن المدارس الموجودة خاوية من الطلاب والمدرسين من أول يوم دراسة فهذه كارثة كبيرة، وإذا كانت مشكلة التعليم في مصر هي في عدم وجود أربعة جدران وسقف يجلس بداخلهم الطلاب فلدينا عشرات الآلاف من مباني مراكز الشباب لا لزوم لها يمكن استخدمها في التعليم، وإذا كان السيد الوزير لديه التمويل لبناء ألف مدرسة فهل تتوافر لدى الدولة العمالة والطوب والحديد والزلط والأسمنت للبناء؟ وكم من الوقت نحتاج لبناء ألف مدرسة؟ وما هو الحل لحين الانتهاء من بناء الألف مدرسة؟ هل يوجد في هذا البلد من يحاسب المسئولين عن تصريحاتهم المستفزة؟ هناك دول تقدمت في التعليم ولم يكن لديها نصف ما لدينا من مدارس كانوا يعلمون أبناءهم تحت الأشجار، مشكلة التعليم في مصر تتمثل في عدم إيمان القيادة السياسية بأهميته وفي جهل القائمين عليه.
للمرة الألف نقول لتطوير التعليم لابد أن نستفيد من تجارب الدول التي سبقتنا -وليس من بينها باكستان- في وضع خطة تكون ضمن إستراتيجية كبيرة للدولة لأنه لا يمكن فصل التعليم عن الاقتصاد والإعلام والثقافة هذه الخطة يكون دور الوزير فيها أي وزير التنفيذ فقط -حتى لا يفتكس من عنده -ثم يرحل ويأتي آخر يكمل أما إذا تركنا الأمور لأهواء الأشخاص فالنتيجة المضمونة هي الرجوع للخلف.
egypt1967@yahoo.com