رئيس التحرير
عصام كامل

نيويورك تايمز تصف وسط أوربا بحصان طروادة روسيا.. تغييرات سياسية تشكل تحالفات غربية جديدة.. الدول تستغل العقوبات على الدب الروسي لعقد صفقات مجزية.. المصالح الجغرافية والاقتصادية تشكل واقعًا جديدًا


قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اليوم الثلاثاء إن دول وسط أوربا تعد بمثابة حصان طروادة لروسيا وأشارت الصحيفة إلى أنه قبل أقل من 10 سنوات، كانت دول وسط أوربا، في مخيلة الإدارة الأمريكية، مجموعة من الدول الصغيرة البطلة المحبة للحرية والحليفة للولايات المتحدة.


وشجعت واشنطن دول وسط أوربا للانضمام إلى حلف الشمال الأطلسي "الناتو" لمواجهة الاضطرابات والتوسع الروسي ولكن في ظل التغييرات يخشى الساسة أن تكون هذه الدول بمثابة حصان طروادة لصالح موسكو داخل التحالفات الغربية.

تحالفات جديدة
ولفتت الصحيفة إلى استعداد الرئيس التشيكي ميلوس زيمان، لحضور عرض عسكري يقام في موسكو بمناسبة الذكرى الـ70 للانتصار السوفييتي على ألمانيا النازية، ولكن بعد تعرضه لضغوط شديدة، تراجع زيمان عن حضور العرض ذاته، ولكنه لم يلغ الزيارة لروسيا.

وأعرب الرئيس الهنجاري فيكتور أوربان، عن نية حكومته منع تنفيذ اقتراح بتأسيس اتحاد للطاقة الأوربية، وهو جزء أساسي من إستراتيجية بروكسل للحد من النفوذ الروسي في المنطقة.

استغلال الأزمة

وأضافت الصحيفة أن هناك أدلة متزايدة على أن عددًا من الحكومات في وسط أوربا باتت تستخدم الأزمة الحالية في علاقات الغرب مع روسيا، فرصة للحصول على صفقات اقتصادية بشروط أفضل مع موسكو، عبر انتقاد العقوبات على روسيا، لشراء الغاز بسعر رخيص، وللحصول على استثمارات مجزية لبلادهم.

تقسيم وسط أوربا
ونوهت الصحيفة إلى العديد من الأسئلة حول إذا ما كانت روسيا نجحت في تقسيم وسط أوربا بين معسكرين أحدهما مؤيد لها والآخر معاد، وهل بوسع إجماع الاتحاد الأوربي الحالي حول روسيا، وكذلك الاتحاد ذاته أن يبقى خلال السنوات القليلة المقبلة تحت تأثير مثل تلك الضغوط.

المصالح الاقتصادية
ورأت الصحيفة أن المصالح الجغرافية والاقتصادية تتغلب على الذكريات التاريخية، فإن دول وسط أوربا أكثر قربًا والتصاقًا بروسيا من باقي دول الاتحاد الأوربي، ونتيجة لذلك، فهم يدفعون أثمانًا أكبر جراء العقوبات الاقتصادية، وليس سرًا أيضًا أن المال الروسي تسلل إلى دول شيوعية قديمة عبر نخبها الاقتصادية والسياسية.
الجريدة الرسمية