معركة الـ36 ساعة بين مصر وأمريكا !
اللوبي الصهيوني في أمريكا وفي ظل التوتر الدائم في العلاقات المصرية الأمريكية هو من يقود فعليا الحرب على مصر داخل الإدارة الأمريكية وكل الإدارات السابقة..اللوبي الصهيوني لا يعجبه ما يحدث في مصر من نهضة وتريد قياداته عرقلة ووقف كل شيء..وسرا خطط بكل منظماته بخلق أزمة كبيرة في مصر ربما تضع القيادة والرئيس في مواجهة مع الشعب..
والمخطط يقضي بأن يمتنع عمال الشحن والتفريغ بمدينة نيويورك من تفريغ الباخرة "كليوباترا" التي ستصل الموانئ الأمريكية بعد أيام أو ساعات وعليها شحنات منسوجات وسلع مصرية أخرى ومن المقرر أن تعود بشحنة قمح كبيرة تحتاجها مصر بشدة في ظل ترتيب شحنات القمح من ومع الدول الأخرى..إلا أنه وبعد وصول السفينة المصرية العملاقة بالفعل إلى ميناء نيويورك تم إبلاغ ربانها بأمر رفض العمال التعامل معه ومع السفينة المصرية فما كان منه إلا الاتصال فورا ببعثة مصر الدبلوماسية بالأمم المتحدة بنيويورك وكذلك القنصل المصري بها..
وعلى الفور أبلغ هؤلاء وزير الخارجية المصري ومنه على الفور أيضا إلى الرئيس والذي قرر على الفور التحدث على الفور عبر وسائل الإعلام ولمدة خمس دقائق فقط وبالفعل شرح في هذه الدقائق ما جرى، مطالبا اتحاد عمال الموانئ العربية بالرد وفورا في تعامله مع السفن الأمريكية وعلى الفور وفي خلال 3 ساعات استجاب الاتحاد وأصبحت أكثر من 80 سفينة أمريكية تعاني من توقف العمل بشحنها أو تفريغها في كل البلاد العربية من المغرب إلى العراق بل وحتى الدول المختلفة مع مصر لم يتخلف عمالها وفشلت حكوماتها في إقناع العمال بالعمل..وعلى الفور يأمر الرئيس الأمريكي قوات الجيش الأمريكي بتفريغ السفينة المصرية "كليوباترا" ورفع شحنة القمح إليها لتنتهي الأزمة بدرس كبير جدا وتنشر النيويورك تايمز القصة بالتفصيل وتنتهي المشكلة كلها في 36 ساعة !
الرئيس المصري طبعا هو جمال عبد الناصر والرئيس الأمريكي هو جون كيندي ووزير خارجيتنا هو الدكتور محمود فوزي والتاريخ عام 1960 وعدد النيويورك تايمز كان في مثل هذه الأيام من نفس الشهر وتحديدا يوم 15 أبريل..والقصة ليست فقط للتباهي بزعيم كبير ولا بعصر عظيم وطبعا ليست للتسالي..وإنما للقول بأهمية دور الشعب العربي بعيدا عن الحكام في تغيير التاريخ والتأثير في صناعة الأحداث والقرارات الكبرى..كيف يمكن الاستفادة من ذلك إذن في أزماتنا العربية الآن ؟ كيف يمكن أن تتحرك الشعوب لوقف الحرب على سوريا مثلا أو على أي بلد عربي آخر ؟ نكمل لاحقا..