ويسألونك عن الفساد !!
هذا من وجهة نظري أقل أنواع الفساد؛ لأن هناك حالات كثيرة للفساد نتائجها كارثية على البلد، فمثلا تفضيل أهل الثقة والأصدقاء على أهل الخبرة في تولي المناصب هو فساد وكذلك منح الوظائف المهمة كمكافأة نهاية خدمة؛ لأنه يؤدي إلى انهيار الدولة وكان سببا في سقوط النظام السابق والأسبق. وقد كتبت عن ذلك قبل وبعد الثورتين مستشهدا بواقعة المسئول الروسي عميل المخابرات الأمريكية والذي تسبب في تفكك الاتحاد السوفيتي حيث كان يفضل أسوأ العناصر لتولى المناصب وحُكم عليه بالإعدام لأنه ارتكب فسادا كبيرا باختياراته السيئة.
الإنفاق الحكومي ببذخ وسفر المسئولين كثيرا للخارج بدون فائدة تعود على الدولة هو فساد، كذلك حج الصحفيين والإعلاميين وكبار المسئولين على نفقة الدولة، وأيضا علاجهم وعلاج القادرين، الفساد هو ارتفاع الأسعار دون الأجور يجعل كثيرا من المواطنين يلجأون إلى أساليب غير مشروعة لتلبية احتياجاتهم الأساسية، الفساد هو استبعاد المتفوقين من التعيين في الوظائف المهمة (الجيش –الشرطة القضاء-الخارجية) بسبب ظروفهم الاجتماعية، عدم تواجد كبار الأطباء في المستشفيات الحكومية واستغلالها لخدمة عيادتهم الخاصة هو فساد.
كذلك خلو المدارس من الطلاب والمدرسين بعلم المسئولين، الفساد هو تحقيق الإنجازات على الأوراق فقط وما يحدث في زيارات كبار المسئولين من إهدار للمال العام وغش وتدليس، الفساد هو عدم تطبيق القانون على الجميع وانتشار الواسطة والمحسوبية وعدم المساواة وتكافؤ الفرص بين المواطنين في الحقوق والواجبات، الفساد هو أن يسخر المسئول منصبه لتحقيق مكاسب خاصة ويسيء استخدام الممتلكات العامة، وأن يضع المصلحة العامة في مرتبة أدنى من مصلحته الشخصية، الفساد هو احتكار حفنة قليلة من التجار والمستوردين للسلع الإستراتيجية وتركهم يتحكمون في المواطنين، وعدم حماية الفئات الضعيفة والمهمشة وعدم توفير الحد الأدنى من العيشة الكريمة لهم.
الفساد هو استيراد الأغذية الفاسدة والأدوية والتقاوي والبذور وكذلك تلوث الطعام والشراب تحت أعين المسئولين مما يؤدي لانتشار الأمراض السرطانية، هذه بعض نماذج الفساد الذي يهدد استقرار المجتمع ولم تكن هناك إرادة سياسية للقضاء عليه في السابق حتى ضرب بجذوره في كل مؤسسات الدولة وطال بعض الأجهزة التي تكافحه، ولكنني اليوم على ثقة أن من أولويات الرئيس السيسي القضاء على الفساد لأنه عدو الاستثمار ويعوق التنمية والتقدم، تمنياتي بالتوفيق للقيادة الجديدة لجهاز الرقابة الإدارية في منع وقوع الفساد فالوقاية أفضل وأرخص من العلاج، حتى نستطيع إنقاذ سمعة مصر التي تحتل مركزا متقدما ليس في التعليم والاقتصاد بل في الفساد رغم كثرة الأجهزة التي تكافحه.
egypt1967@yahoo.com