رئيس التحرير
عصام كامل

الشيطان يفرض نفسه على الشرق الأوسط بدعوى مكافحة الإرهاب.. إسرائيل تشارك بصفة مراقب في اجتماع باريس.. حضور ممثلي 7 دول عربية وغياب خليجى.. مخاوف من تقديم تنازلات لإيران حول الاتفاق النووى


تستضيف العاصمة الفرنسية باريس، اليوم الإثنين، اجتماعا دوليا من أجل مكافحة الإرهاب، تشارك فيه 7 دول عربية منها مصر والأردن، ولبنان والجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا، بالإضافة إلى إسرائيل، التي تعد بمثابة الشيطان الأكبر لدول الشرق الأوسط ومن بينها فلسطين التي تناضل لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.


ويضم الاجتماع 173 قاضيًا وخبراء متخصصين في مجال مكافحة الإرهاب من 34 دولة من مختلف أنحاء العالم، ويشارك فيه أيضًا ممثلون من منظمات دولية متخصصة في مكافحة الإرهاب مثل منظمة إنتربول وأوروبول وأوروجاست.

غياب خليجي

وعلى الرغم من أن الاجتماع مخصص لمكافحة الإرهاب في منطقتي الشرق الأوسط والساحل الأفريقي إلا أن هناك غيابا لدول الخليج والعراق واليمن، وأيضًا يوجد حضور قوي للدول العربية مثل مصر، بجانب وجود إسرائيل التي لديها علاقات مع بعض الدول والبعض الآخر يقاطعها لكونها دولة محتلة.

وقال مسئول إسرائيلي لوكالة "رويترز"، إن إسرائيل ستشارك بصفة مراقب في المؤتمر لمراجعة اتفاقية حظر الانتشار النووي لتنهي بذلك غيابا عن المؤتمر دام 20 عاما أملا في تعزيز الحوار مع الدول العربية.

نووى إسرائيل

وأشارت "رويترز" إلى أن شمعون بيريز عندما كان وزيرا لخارجية إسرائيل عام 1995 قال إن "إسرائيل لن تفكر في قبول عمليات تفتيش دولية على المواد النووية إلا عندما يتحقق السلام بينها وبين العرب، ولكن هذه الدول تريد خضوع إسرائيل لمثل هذه القيود أولا".

ومن المقرر أن يستمر المؤتمر لمدة 3 أيام بداية من اليوم ويتناول العديد من الموضوعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط والساحل الأفريقي وجميع الدول التي تواجه تهديد الإرهاب.

وتضمن بيان وزارة العدل الفرنسية أن هدف هذا اللقاء هو تطوير وتعزيز العلاقات المباشرة بين الأجهزة القضائية في الدول المعنية بمكافحة الإرهاب وخلق تعاون سريع وفعال في هذا المضمار.

إيران أكبر تهديد

ولفتت رويترز إلى أن إسرائيل تعتبر إيران أكبر تهديد لها، في حين تقول طهران إنها تسعى فقط للحصول على الطاقة النووية من تخصيب اليورانيوم لا تصنيع قنابل نووية وإنما للاستخدام السلمي.

وعلى الرغم من التقارير التي تؤكد امتلاك إسرائيل للأسلحة النووية إلا أن الأمر لا تناقشه الدول الكبرى ولا تتحدث مع تل أبيب في هذا الشأن، مثل ما يحدث مع إيران على الرغم من التقارير المؤكدة أن إسرائيل لديها مفاعل نووي "ديمونة"، وكانت مصر دائمًا معارضة بشدة لعدم شفافية الوضع النووي الإسرائيلي.

إسرائيل تعزز الحوار مع العرب

ورأى مسئولون إسرائيليون أن حضور تل أبيب بصفة مراقب في المؤتمر فرصة جيدة للجلوس مع الدول المعتدلة لبحث المشكلات التي يواجهها الجميع في المنطقة، وحضور إسرائيل يمثل محاولة لإبداء حسن النوايا.

وأضافت الوكالة أن دبلوماسيين غربيين في الأمم المتحدة يقولون إنه "من غير المرجح أن تتخذ مصر موقفا هجوميا ضد إسرائيل مثلما كان يحدث في اجتماعات حظر الانتشار النووي السابقة".

خوف مشترك

وقال المحللون إن إسرائيل والدول العربية التي تخشى من الاتفاق النووي الإيراني يوحدها في الوقت الراهن شعور عام بالقلق من أن الولايات المتحدة قد تقدم تنازلات أكثر مما ينبغي لطهران في المحادثات، وشكك المسئول الإسرائيلي في إمكانية حل مثل هذه الإشكالية في المؤتمر، وتوقع بدلا من ذلك طرح اقتراح عربي لا يتبنى موقف التواصل المباشر مع إسرائيل.
الجريدة الرسمية