رئيس التحرير
عصام كامل

"واشنطن بوست": الربيع العربي وفى بوعده لدول الشرق الأوسط.. أجندة الليبراليين في مصر "مقبولة".. "أوباما" يتبع حلولا سياسية كبديل للحروب في المنطقة.. ومستقبل الدول العربية على عاتق الشباب


نشر جاكسون ديل، نائب رئيس تحرير صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، مقالًا اليوم الإثنين تحت عنوان "وفاء الربيع العربي".

وسلط ديل الضوء على مواطن مصرى طلب اللجوء السياسي بالولايات المتحدة وهو مايكل نبيل البالغ من العمر 29 عامًا، موضحا أنه جزء من الثقافة السياسية الحية في مصر، وأنه أول المعترضين في مصر والمؤيدين لإسرائيل وهو الآن في واشنطن بعد طلبه اللجوء السياسي.


الليبرالية والربيع العربي

وأوضح ديل أن نبيل واحد من آلاف المصريين الذين طلبوا اللجوء للولايات المتحدة في عام 2013، وهو شخصية ليبرالية يمثل شهادة حية لما هو مفقود من الصراع الدائر حول مستقبل الشرق الأوسط، فضلًا عن إستراتيجية إدارة أوباما لذلك.

وأضاف ديل أنه كان من السهل أن ننسي أنصار الديمقراطية والرأسمالية وحقوق المرأة، المحرضين على الثورات التي اجتاحت مصر وتونس وليبيا والبحرين واليمن وسوريا، فهؤلاء لم يأتوا من عدم، وإنما جاءوا على مدي العقد السابق من الحركات التي تضخمت وطالبت بالحرية وكانت نقطة محورية في مصر حيث أطلقت الحركات الليبرالية دعواتها بالحرية عبر الفيس بوك والصحف الليبرالية وجذبت مئات الآلاف لها.

ولفت ديل إلى أن الليبراليين لديهم أجندة معقولة لسحب بلادهم عن القومية الإسلامية واعتماد نموج التنمية الناجح للعديد من الدول مثل الهند وأندونيسيا وبعدهم عن استبدادية القرن الـ 20 وعيشهم في ازدهار حرية القرن الـ21.

إقامة دولة ديمقراطية في تونس

ورأى ديل أن تونس نجحت في إقامة ديمقراطية فاعلة على الرغم من الصراع على السلطة بين العلمانيين والإسلاميين والإرهاب من قبل الجهاديين، والهدف من التحول الديمقراطي لم يكن أضغاث أحلام وإملاء غربي غير مؤهل للأراضي العربية، وكان الحل العملي الذي سيبقي على المدي الطويل التوازن بين مصالح الطوائف الدينية وإيجاد وسائل للمنافسة في الأسواق العالمية بعيدا عن النفط والغاز.

اضطرابات الشرق الأوسط

وأوضح ديل أنه بعد 4 سنوات من الثورة تبقي الديمقراطية الخيار الذي يجري مناقشته كوسيلة لإنهاء الاضطرابات اللاحقة للربيع العربي، حيث استبعد الليبراليون من النقاش ونزح العشرات إلى المنفي بما في ذلك قادة أول حكومة ليبرالية في ليبيا.

واستعرض ديل دعم المملكة العربية ودول الخليج لمصر، ودعم روسيا وإيران لنظام الرئيس بشار الأسد في سوريا وإستراتيجية الرئيس باراك أوباما تجاه دول الشرق الأوسط وتصوره لحلول سياسية كبديل للحروب في العراق وسوريا واليمن وتحقيق التوازن بين الشيعية والدول السنية وكبح جماح الطموحات الإيرانية في المنطقة.

وأضاف ديل أن أوباما يسعي لتحقيق توازن متعادل وستكون خطته مفيدة إذا تمكن من وقف سفك الدماء في سوريا أو إنقاذ العراق وجعلها دولة موحدة، ولكن تبقي أضغاث أحلام لأن في نهاية المطاف سيضع عميلا طائفيا لإيران أو السعودية لإدارة البلاد وسيجادلون من أجل الدفاع عن الأقليات وحقوق المرأة والديمقراطية.

إستراتيجية واقعية

واختتم ديل مقاله بالإشارة إلى أن الإستراتيجية الواقعية للولايات المتحدة أن تضع الدول العربية على المدي الطويل للمسار الصحيح مثل الذي تسلكه تونس ومحاولتها لبناء مؤسسات ليبرالية، فسياسة أوباما بدعم إيران أو الدفاع عن الطغاة لن تأتي بثمارها وسيكون الأمل في مستقبل الشرق الأوسط تقع على عاتق الشباب مثل مايكل نبيل.
الجريدة الرسمية