«6 إبريل» تسلك طريق «الإرهابية».. تكرث العمل السياسي بالمناطق الشعبية بعيدا عن عيون الأمن.. تستعطف المواطنين بتوزيع الزيت والسكر والبطاطين.. تستغل المشاكل اليومية وتعد لـ«ثورة
لم يجد أعضاء حركة 6 إبريل سبيلا لهم بعد المواجهات العنيفة التي تمت بينهم وبين قوات الأمن منذ فترة تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم إلا أن يسلكوا مسلك الجماعة الإرهابية في العمل السياسي السري.
هدنة للعمل السري
القبض المستمر على أعضاء الحركة، وإلقائهم في السجون، والحكم عليهم بالحبس لسنوات طويلة بسبب تنظيم المظاهرات بتهمة خرق قانون التظاهر، أدى إلى اتخاذ أعضاء الحركة قرارا بحتمية اللجوء لهدنة تتمثل في تقليل المظاهرات الرافضة للسلطة وسياساتها بشكل كبير، ولكن في نفس وقت الهدنة تعمل الحركة على إعادة كسب الشارع من جديد على طريقة الإخوان من حيث توفير المساعدات، على شاكلة "الزيت والسكر والسلع المختلفة" التي كانت الجماعة تقدمها للمواطنين في أوقات حكم مبارك والانتخابات البرلمانية.
مناطق خالية من الأمن
خطة 6 إبريل في عملها السري تم وضعها على أساس البعد التام عن أي مناطق يمكن للأمن العثور على أعضائها والقبض عليهم فيها، كمناطق وسط البلد والمناطق الأخرى التي يتمركز فيها الأمن مثل المهندسين ومدينة نصر ومصر الجديدة والزمالك والمناطق التي على شاكلة ذلك، ولهذا كان التركيز على المناطق الشعبية هو الأهم، حيث لا يوجد الأمن في شوارع تلك المناطق باستمرار ويكاد ينعدم في بعضها، وأبرزها "فيصل والهرم وإمبابة وشبرا وبولاق والوراق والمقطم والمطرية وقليوب وحلوان وطوخ"، هذا بخلاف المناطق الأخرى على مستوى جميع محافظات مصر التي تشبه تلك المناطق الشعبية.
مجموعات الحركة
تعتمد 6 إبريل في توزيعة المناطق السابقة في القاهرة والمحافظات الأخرى على مجموعاتها في كل المناطق على مستوى كل المحافظات على أقل تقدير 20 فردًا في كل منطقة داخل المحافظة، أي أن مجموع المحافظة الواحدة يمكن أن يتخطى مائة أو مائتي عضو بحسب مناطقها، ويقدم هؤلاء الأعضاء المساعدات للمواطنين البسطاء مثل البطاطين، والسلع التموينية مخفضة الأسعار، والأدوات المدرسية لأبنائهم، والملابس المستعملة التي تصلح للاستخدام، وما إلى ذلك.
ثورة الجياع
وكما تخطط الحركة لتصعيد مشكلات المواطنين الحياتية التي يعانوا منها من أجل ضم أهالي تلك المناطق لصفوف الحركة لضمان تحركهم معها، وإذا اضطر الأمر إلى تنظيم مظاهرة داخل تلك المنطقة للمطالبة بحقوقهم تشارك الحركة شرط أن ينضم لها الأهالي، الأمر الذي يعد بداية حشد الحركة ووضع قواعد لها من المواطنين يمكن استغلالهم ضد السلطة في أي مظاهرات كبرى فيما يعرف باسم ثورة الجياع.
العائلات
الأمر الأخير الذي يخطط له أعضاء الحركة ضمن خطة العمل السري هو محاولة الجلوس مع عائلات المناطق الكبرى لإقناعهم بأهداف وعمل الحركة، للحصول على ثقة العائلات الكبرى بالمناطق، الأمر الذي يعد حماية لهم فيها لو نظموا مظاهرة أو حاول القسم التابع للمناطق القبض عليهم، فمن المعروف أن العائلات الكبرى بالمناطق الشعبية يربطها بعض الصلات الوثيقة بضباط القسم التابعين له، الأمر الذي يعود على 6 إبريل بالنفع خلال عملها السري في تلك المناطق.