رئيس التحرير
عصام كامل

المليونير والناشطة السياسية..وحادث هتك العرض بالإسكندرية!


لا تنتهي مشاكل القراء ولا تتوقف.. إلا أن منها من لا يمكن السكوت عليه أو قبوله..فكل لحظة تمر فيها خطر..وكل دقيقة تنتهي ينتهي معها الأمل في النجاة من اختبار قاس ومؤلم..وكل ساعة تمر تتناقص معها فرص انتهاء كابوس مزعج ومؤلم إلا أنه في الحقيقة..واقع وحقيقة !


تقول التفاصيل ويقول الكابوس وتقول المعاناة إن الشاكية الملهوفة المستغيثة - الناشطة السياسية السابقة والتي اعتزلت السياسة قبل ثورة يناير- أنه وبعد رحيل والدها الذي كان لها كل شىء ثم زواج أمها بعد سنوات وسافرت مع زوجها للخارج ولحقت بأمها شقيقتها الوحيدة مع زوجها أيضا لتظل هي وحيدة في مواجهة الوحدة..وفي مواجهة الأحزان.. ولأن الأحزان لا تأتي فرادي فقد وجدت بعد فترة نفسها في مواجهة من نوع جديد..هذه المرة حفاظا على ما تبقي لها من أغلي الذكريات..وأجمل الأيام..ولم تتخيل يوما أن هجمة كتلك يمكن أن تواجهها.. والقصه تقول إن مليونيرا معروفا في الحي السكندري الشهير عاد من أمريكا..لا تعجبه البيوت القديمه التاريخية العريقة ولا يرضيه أن يذهب إلى الصحراء ليبني ويعمر فهناك بالنسبة له ما هو أسهل بكثير..هذه المنطقة-المهمة -يمكن شراء عدة بيوت منها ومجموعها يعطي مساحة كبيره تصنع فرصة بناء تجمع سكني كبير..وهكذا كانت خطته منذ البداية إلا أن ذلك اصطدم بعناد البعض ولم يسل لعابهم لأغراء المال أو شهوة التقرب من أصحاب النفوذ ولا حتى الخوف من بطشهم ولا من جبروتهم ولما لا وفي بلادنا المال يصنع النفوذ ويكسر عين السلطة.

هؤلاء كان مصيرهم محزنا..وفي تفانين الشر ستجد الكثير..بدعة بعد بدعة..لا رحمة فيها ولا خجل..ولا خوف من الله ولا من القانون..فلهذا من يقتحم بيته كل حين حتى يطلب بنفسه الرحيل نجاة بنفسه وأولاده..ولذاك من يمنعه وأولاده من الوصول لأعمالهم ومدارسهم..أما هؤلاء الغلاب الذين يعملون في الحراسة أو في خدمة الأغنياء وارتضوا بالعيش على السطوح فيكفي هدم سقف الدور الذي تحتهم..فيسقط السقف دون عناء..فلا يجدون غير الشارع مأوي وستر..كشك صغير أو خيمة من القماش..ليس مهما كيف يأكلون ولا كيف يشربون ولا أين وكيف يقضون حاجاتهم ولا كيف ستمر لحظات العذاب والذل..المهم أن البيه الكبير يحقق الغرض..ولأن الغرض مرض فهو يسحق في طريقه الغلابة والضعفاء..

حتى التعويض الذي عرضه في البداية ليغادر السكان منازلهم يسحبه الآن بعد ركوع البعض مضطرا فلا طال المغادرة بتعويض ولا طال العودة إلى البناء الجديد في وحدة سكنية في البناء الضخم الذي سيضم مئات الوحدات..إلا أنها -هي-أخيرا كانت من بين هؤلاء..قبلت بالشقة الجديدة في البناء الجديد عسي أن تشتم رائحة الطفولة وذكرياتها إن لم يكن في البيت نفسه فليكن في المنطقة والشوارع المحيطة وما تبقي معها من وجوه جاورتهم وجاوروها !

ستسكن هي مؤقتا في سكن مؤقت وعلي نفقتها فالوعد والعقد واضحان صريحان..إن هي إلا أشهر وسيرتفع البناء..التكنولوجيا تساعد في الإنجاز السريع..إلا أن يوما وراء الآخر..وشهر بعد شهر..وعام بعد عام ولا تسلمت شقتها ولا عادت إلى الحي الذي تربت فيه..وكان ضروريا مع استمرار التأخير أن يستمر الإلحاح وهو حق..وفي إحداها والبناء الكبير تحت التشطيب وفي أثناء معاينة للشقة اكتشفت أن شيئا من الاتفاق لم يتم..فلا هذه هي الأرضيات ولا هذه هي الجدران التي اتفقوا عليها..وذات يوم وفي الممر الطويل في الدور الممتد في المبني الضخم وجدته يقف يسد الطريق..ينظر نظرات غير بريئة ويهذي..لا تعرف إن كان مخمورا أو واعيا..إلا أنه وبكل قسوة تعلمها في بلاد الغرب يحاول احتضانها وتقبيلها..هكذا..احتضانها وتقبيلها !!

تقول وهي منهارة تبكي بشدة وبشعور مرير إنها صدمت من الجرأة فضلا عن ذهول المفاجأة غير السعيدة وفهمت الآن سر سخافاته وتلميحاته السابقة..إلا أنها لم تجد أمامها إلا محاولة الفرار..هو يكرر المحاولة وهي تكرر الهروب وفجأة مع المقاومة ينقلب إلى وحش من نوع آخر..يضرب بكل قوة وكل قسوة وكل جبروت كل ما يمكن أن يطوله من جسدها النحيل ولا يتوقف لسانه عن السباب والشتائم..لم تجد حلا ولا فرارا إلا الصراخ والصراخ بشدة ويصل الصوت- من ستر الله- إلى العمال والمارة وأصحاب المحال المحيطة وزبائنهم..يندفعون إلى مصدر الصوت فيجدونها ممزقة الملابس دماؤها تجري إلى كل مكان.

يسترونها وينقلونها بعيدا بعيدا..وفي المستشفي يتحول الإجرام إلى محضر والمحضر ضد رجل مهم تتلاعب فيه بعض الأيدي في الظلام..إلا أنها ومن ستر الله تجد الكثيرين يشهدون معها..وتصل القصة من أمناء الشرطة إلى مأمور القسم الذي يتعهد باتخاذ كافة الإجراءات القانونية والعادلة وقد كان..

الآن الصورة ما يلي: لا تستطيع الآن بفضل المليونير ورجاله الذهاب أي شقتها الجديدة حتى لمتابعة التشطيب فلا أهل معها ولا قريب.. والمأمور المحترم يرسل بالفعل في طلب المتهم ولكنه لا يجئ..والتهديدات تصلها من الخلف كل حين حتى وهي بعيد..والمحضر باتهاماته المركبة من هتك العرض إلى الضرب إلى السب لم يصل إلى النيابة..فمن يحميها الآن إذن ؟

هذه المأساة ننقلها لكم باختصار..ووفق الالتزام بمساحة مقررة إلا أن حجم المأساة أكبر من أي مساحة ومن أي مقال..وإلي حين حماية القانون تكون ابنة الإسكندرية في حماية رب العالمين وحده..وبعده سبحانه أهل الإسكندرية الشرفاء ورجالها ورجال القانون بها وجمعيات المرأة في مصر كلها وفي حماية الرأي العام..وإلي حين أي إجراء تبقي التفاصيل الكاملة والأسماء والعناوين ورقم المحضر لدينا لأي جهة يهمها الأمر ولكل شهم يجد في تدخله انحيازا للعدل ولكل قيمة إنسانية !
الجريدة الرسمية