مين يقدر على عزيزة؟!
ــ المهمة المستحيلة الآن هى حكم مصر..لايمكن لأى قوة سياسية مهما بلغت من قدرات خارقة أن تحكم مصر الآن..وأعنى بالحكم القدرة على إحكام السيطرة وإعادة الانضباط إلى الحياة برمتها.
الانفلات والإرباك يضرب أرجاء الوطن، أو هكذا يبدو رغم أن الزخم العددى لطلائع الانفلات ليس بالقدر المخيف، لكنه مؤثر، وقوته الحقيقية تكمن فى آلة إعلامية شديدة الذكاء والاحترافية.
آخر إحداثيات الإرباك، الدعوة للعصيان المدنى، وما صاحبها من قطع للطرق وخطوط المواصلات ومنع الموظفين من دخول مقار أعمالهم، وسط غياب كامل لأجهزة الدولة..كانت النتيجة أن طلت إرهاصات المواجهة من مواطنين رافضين للعصيان، الأمر الذى قد يوصلنا إلى حافة احتراب حقيقى.
مع ذلك مازالت الدعوة للعصيان مفتوحة، وربما تلتحم مع إحداثيات جديدة فى الأيام المقبلة، التى تحمل نُذُر التصعيد للحيلولة دون إنجاز الانتخابات التشريعية، مما يعنى ديمومة حالة الاحتقان والفوضى.
ومع استمرار معارك المكايدة السياسية الشرسة، قد ينجر المتنازعون إلى حد اللجوء للخيار شمشون، وهدم المعبد على رءوس الجميع، فى لحظة انتحار سياسى تعيدنا إلى نقطة ما قبل الصفر..ويلحُّ السؤال وما الحل؟..حتى لايضيع الوطن أرى أن الحل فى خمس خطوات فوريةً:
أولاً: أن يهجر الإخوان وجميع التيارات الإسلامية السياسة، وينكفئون على العمل الدعوى والتربوى والخيرى، وحَسْبُهم أن زمن التضييق والاضطهاد والتنكيل قد ولَّى إلى غير رجعة، وفى ظنى أن ذلك فى صالحهم وصالح مشروعهم الإسلامى على المدى الاستراتيجى.
ثانياً: أن يتولى الجيش السلطة المطلقة والكاملة، مع إعلان حالة الطوارئ، وإحكام السيطرة الأمنية مع أجهزة وزارة الداخلية.
ثالثاً: وقف بث جميع القنوات الفضائية الخاصة إلى أجل غير مسمى، والاكتفاء بقنوات الدولة تحت الإشراف المباشر للشئون المعنوية بالجيش.
رابعاً: حظر كل أشكال التظاهر والتجمعات الاحتجاجية، ودعوة رموز القوى السياسية إلى الحوار تحت مظلة القوات المسلحة، شريطة عدم اللجوء إلى ألاعيب الاستفزاز والمكايدة.
خامساً: إصدار إعلان دستورى، يعتبر ما تمر به البلاد أخطر من حالة الحرب، مما يتعين تخويل القوات المسلحة سلطات مطلقة لإنقاذ الوطن.
وإلى أن تهدأ الأوضاع ويدرك الجميع مدى فداحة ما اقترفوه فى حق الوطن، عندئذ يكون لكل حادث حديث..هذا لو أردنا لمصر أن تبقى.