رئيس التحرير
عصام كامل

العطش يضرب القرى.. انقطاع المياه عن «كوم المنصور» للأسبوع الثامن.. أهالي «مليكة» يلجئون إلى ماكينات الري.. سكان رفح والشيخ زويد يعتمدون على الآبار.. وخبير مياه: تهالك البنية التحتي


انتشر أهالي القرى بجراكن المياه والزجاجات الفارغة، في الفترة الأخيرة، بحثا في كل مكان عمن يروى ظمأهم ليعلنوا ظهور بوادر العطش في قرى مصر، كما تظهر بوادر الأزمة أيضا بمشاجرات واشتباكات بين المواطنين، تصل إلى حد القتل واتهامات متبادلة بين المسئولين بالتقصير.


ورغم نجاح مصر وفقا للتقارير الدولية في رفع قدرتها على توصيل مياه الشرب للسكان، لتصل إلى ما يقرب من الـ100% في المناطق الحضرية، إلا أن هناك 3% من القرى المصرية ما زالت تواجه أزمات المياه في انقطاعها ووصولها.

كوم المنصور
وهناك أزمة انقطاع المياه عن قرية "كوم المنصور" بأسيوط، ودخلت أسبوعها الثامن دون حل.

وتشهد القرية حاليا أزمة طاحنة بحثًا عن المياه، مما اضطر الأهالي إلى اللجوء إلى جلب المياه من القرى المجاورة على ظهور الحيوانات والترع وتركيب الطلمبات الحبشية.

القوايطة
وفى قرية القوايطة ببورسعيد، تستمر أزمة المياه منذ العام الماضى الذي شهدت خلاله القرية عددًا من الحرائق التي كادت أن تؤدى إلى كارثة لولا تقديم بعض الأهالي مخزون المياه لديهم لإطفاء هذه الحرائق.

مليكة
وفى قرية مليكة بالدقهلية تسبب انقطاع المياه في لجوء الأهالي إلى جلب المياه من ماكينات الرى الارتوازية أو القرى المجاورة، فيما لجأ بعض الأهالي إلى تركيب طلمبات حبشية لتوفير حاجاتهم من المياه، بالرغم من علمهم بمدى خطورتها وتلوث المياه الناتجة منها والتي تصيب بالأمراض القاتلة كالفشل الكلوى والالتهاب الكبدى الوبائى والتسمم الرصاصى وغيرها.

بورسعيد
واشتكى أهالي قرى جنوب بورسعيد من النقص الشديد لمياه الشرب لقلة محطات التوزيع الواقعة في تلك المنطقة، الأمر الذي لم ينفه مسئولو الشركة القابضة للمياه لعدم توافر موارد مادية لتوسيع شبكة المحطات.

شمال سيناء
كما تصاعدت أزمة توفير المياه بمدينتي رفح والشيخ زويد بشمال سيناء، بعد انقطاعها عن المدينتين لأكثر من شهر، ويعتمد أهالي سكان مدينتي رفح والشيخ زويد، على مياه الآبار بعد صعوبة وصول المياه العذبة إليهم، وبعد تجاهل المسئولين في رفع المعاناة عن أهالي تلك المناطق الذين يضطرون إلى شرب المياه المالحة للبقاء على قيد الحياة.

خلل الشبكات
وأوضح الدكتور حلمي الزنفلي أستاذ تلوث المياه بالمركز القومي للبحوث، أن هناك مناطق لديها شبكات مياه وصرف صحي ولكنهم يعانون خللا في إحدى الشبكات أو كلها، مما يؤدي في أحيان كثيرة إلى اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي، مشيرا إلى تهالك الشبكات التي انتهى عمرها الافتراضي مما أصابها بخلل كبير وتآكل في معظم أجزائها.

وأضاف: "الشبكات التي ينفذها بعض الأهالي بجهود ذاتية بعيدا عن المشروعات والمحطات الحكومية، لا تراعي أي مواصفات فنية خاصة التي تتعلق بأعماق شبكات الصرف الصحي نسبة إلى عمق المياه الجوفية في الأرض، وبالتالي فإن فرصة اختلاط الصرف الصحي بالمياه أكبر وأخطر".

البنية التحتية
وأكد الدكتور حمدي العوضي خبير المياه والصرف، أن قرب البنية التحتية لشبكات مياه الشرب وشبكات الصرف الصحي، جزء من أزمة المياه في مصر وسبب رئيسي لتلوث المياه، نظرا لتهالك الشبكات وتأثيرها على بعضها البعض، علاوة على استخدام عدد كبير من مواتير المياه داخل المنزل الواحد، الأمر الذي يمثل ضغطا سلبيا على مواسير وشبكات المياه.


الجريدة الرسمية