سر انتهاء عاصفة الحزم ( 2)
بعد أن انطلقت عاصفة الحزم بأيام قليلة سعت المملكة العربية السعودية ومعها الدول الخليجية لاستصدار قرار من مجلس الأمن يضع اليمن تحت البند السابع، وخاضت في سبيل ذلك جولات من التفاوض الشاق مع روسيا لإقناعها بعدم استخدام حق الفيتو ضد مشروع القرار، وهذا ما تحقق للسعودية والدول الخليجية في نهاية المطاف، واقتضى الأمر إعادة صياغة بعض بنود مشروع القرار السعودى الخليجى.. لكن كان أحد بنود هذا القرار هو وقف القتال في اليمن.. وهذا يعنى بأنه منذ وقت مبكر والسعودية بصفة خاصة وحلف عاصفة الحزم بصفة عامة لديه استعداد لوقف هذه العاصفة.
ومن هنا - ولمن كان يتابع عن كثب ما يدور من مناقشات ومفاوضات في نيويورك لاستصدار قرار مجلس الأمن بخصوص اليمن - لم يكن قرار إنهاء عاصفة الحزم وبدء عملية الأمل مفاجأة. بل لعله كان هدفًا يسعى إليه تحالف العاصفة، خاصة أن عملية الأمل والتي يتمثل جوهرها في جذب الأطراف المختلفة في اليمن مجددًا إلى مائدة المفاوضات لم يكن يعنى الحصار البحرى أو حتى وقفًا كاملًا للغارات الجوية لمواجهة أي تحركات عسكرية حوثية ولقوات على عبدالله صالح على الأرض.
وهنا علينا أن نتذكر أن عاصفة الحزم انطلقت بعد تعثر عملية التفاوض التي كانت ترعاها المملكة العربية السعودية بين الفرقاء في اليمن، وبعد أن لجأ الحلف الحوثى وعلى عبد الله صالح لفرض أمر واقع وبدون اتفاق في اليمن.. أي أن السعودية كانت تدرك أنه لا حل في اليمن يتم فرضه بالقوة وإنما الحل سوف يأتى عبر التفاوض ومن خلال الاتفاق.. ولذلك كانت عاصفة الحزم التي دفعت الحوثيين مجددًا إلى مائدة التفاوض بعد تقليم أظافرهم عسكريًا.. ونكمل غدًا